الحالة الجضرانية وأهدافها الخفية

الحالة الجضرانية وأهدافها الخفية

بعد أن تخلت عنه قبيلة المغاربة التي ينتمى إليها بمنطقة الهلال النفطي وتم طرده هو ومن معه من صعاليك الجهوية التي راهن عليها والتي غررت به بأسم الفيدرالية وجعلت منه المسؤل السياسي لأقليم برقة في محاولة فاشلة من قبل بعض الأنفصاليين بالشرق الليبى ولكن سرعان ما قام الجيش العربى الليبى بقيادة ” حفتر ” الذى نال شرعية وجوده من مجلس النواب بطرده من المنشآت النفطية التى كان يستحوذ عليها هو وعصابته من أبناء عمومته وبعض المارقين ، حاول الهروب الى تونس وتم القبض عليه وأعتقاله بمدينة ” نالوت ” ، وفجأة وبدون مقدمات ولاندرى كيف حدث هذا ونستغرب كيف حدث هذا أمام أنظار وبصر القوى الدولية والتى ليست كلها داعمة له ومؤيدة له ،لاندرى كيف تم الأفراج عنه من معتقله بنالوت وكيف تمكن من تجميع وتمويل قوة بهذا الحجم وتأمين مناطق أيواء لها وكيف تمكن من الوصول الى هدفه ودخوله الى منطقة المنشآت النفطية وأحتلالها فى هجومه الأخير على منطقة الهلال النفطى وكل هذا حدث تحت بصر وأنظار القوى الدولية والمحلية المؤيدة والرافضة له .
نتسائل : هل ماحدث من هجوم على المنشآت والموانىء النفطية هو عملية تضليل للجضران من قوى دولية بقصد القضاء عليه والتخلص منه هو ومن معه من المليشيات المارقة ؟
الأجابة : بالطبع لا لأنه كان معتقل وفى عالم النسيان ، ولكن هناك قوة داخلية يعتبر الجضران مفيد لهم سواء قام بدور الخصم أو دور الحليف ، ويجدوا فيما يقوم به الجضران من عبث وتخريب مفيد لهم لأنه فى الواقع يقوم بنشر الفوضى فى معسكر الخصم اللدود لهم والمسيطر على الهلال النفطى وهو الجيش العربى الليبى بقيادة حفتر ، ولهذا نجد أن دور الجضران محصور جغرافيا فى منطقة الهلال النفطى لأعتبارات جهوية وقبلية بأعتبار هذا الهلال يمثل أهم أوراق اللعبة الليبية ومن هذا المنطلق قام الجميع بالداخل والخارج بالتنديد والأدانة لهذا الهجوم الغادر على أملاك وأرزاق الشعب الليبى ، وبالطبع وبعد أن فشل البعض فى أبعاد حفتر عن منطقة الهلال النفطى بالقوة ، هاهى بعض الأصوات تنادى بأخراج كل القوى العسكرية بمن فيها الجيش العربى الليبى الذى تمكن من أسترجاع الموانىء النفطية وتطهير الهلال النفطى من المليشيات الجضرانية وطردهم الى الجنوب والغرب بعد تكبيدهم خسائر فادحة .
بكل أسف الجهة الوحيدة التى لم تدين هجوم الجضران وعصابته على الهلال النفطى هى ” مجلس الدولة الأستشارى ” وقد وجدوا له العذر وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس ” خالد المشرى ” الذى برر الهجوم بأنه من أجل عودة المهجرين من بنغازى ودرنة ومن أجل عودة بعض أبناء قبيلة المغاربة الذين تم طردهم من فبل الجيش عند تحريره لمنطقة الهلال النفطى فى السابق .
بكل أسف الهجوم الأخير على منطقة الهلال النفطى والذى تسبب فى خسائر مادية فادحة كان الهدف منه هو مكاسب سياسية لبعض الأطراف لا أكثر ،وهذه الأطراف ترى بضرورة أنسحاب وخروج الجيش العربى الليبى بقيادة حفتر من منطقة الهلال النفطى وأستعملت القوة من أجل ذلك وفشلت ولاندرى ماذا كانت ستفعل هذه الأطراف لو كتب لها الأنتصار على الجيش ، علما بأن أيرادات بيع النفط تصب فى خزانة المصرف المركزى بالعاصمة طرابلس ولم يتوقف تصدير النفط مثلما كان يحدث فى زمن أحتلال الجضران للهلال النفطى الذى كبد البلاد خسائر تقدر ب100 مليار دولار نتيجة لتوقف تصدير النفط لسنوات .
كفانا مماحكات سياسية وكفانا عبث وتخريب فأتفاق باريس يقضى ببقاء الحال على ماهو عليه الى حين أجراء أنتخابات برلمانية ورئاسية ولم يتم الأتفاق فى باريش على أخراج الجيش العربى الليبى من منطقة الهلال النفطى .
أعتقد أن هناك من يحاول أفشال ماتم الأتفاق عليه فى باريس وسنسمع فى الأيام القادمة عن أتفاق جديد برعاية أمريكية ” أتفاق واشنطن ” والحبل على الجرار .
وللحديث بقية

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

اترك تعليقاً