الفـرصـة البديلـة… للمفاوضات العليلة

الفـرصـة البديلـة… للمفاوضات العليلة

كتبت مقالى هذا من لندن، إذ مما أتشرف به، دعوتى من قبل ما يُعرف بالتشاثم هاوس (المعهد الملكى البريطانى للعلاقات الدولية)، لحضور بعض الحوارات والندوات السياسية التى يُشارك فيها أصحاب الرؤى من كل الجنسيات، حيث داومت على ذلك مُنذ سنين طويلة… والتشاثم منظمة غير حكومية، مُحايدة، مُهمتُها الأساسية، تحليل الأحداث الدولية الجارية ومراقبتها وتقديم حقائق وأعداد البحوث عنها، بما يُساهم أيجاباً فى تعميق فهم العالم، بما يجرى من أحاث وتطورات… حيث يفتخر المعهد بأستخدامه كأحد أهم مصادر المعلومة للأفراد والمؤسسات والحكومات الباحثة عن أهم مايتعلق بالقضايا الدولية وتداعياتها، بالذات الساخن منها، مثل القضية الليبية التى نلتقى مجموعتها فى المعهد، عدة مرات بالسنة، والأسخن هذه الأيام، الأحذات اليمنية.

مقرالمعهد بقلب ميدان سينت (القديس) جيمس الراقى مكانياً ومِعمارياً والقريب من قصر الملكة، وهو مقرٌ سابقٌ لأقامة رؤساء وزراء بريطانيا فى الزمن الغابر….. وتربُطنا الليبيين بهذا الميدان، ذكرى ستبقى تُسىءُ لنا، حتى يوم القيامة شِئنا أم آبينا، حيث صادف أن وُضِعَ مُقابل باب مدخله مُباشرةٌ، نُصبٌ تذكارى للشرطية البريطانية المأسوف على شبابها، البيوندا فليتشر، وهو(بدقة شديدة) نفس المكان الذى وقعت فيه عندما أردتها رصاصات غدر أنطلقت من أسلحة اللجان الثورية بالسفارة الليبية، موُجهة قصداً لتضاهُرةٌ سلمية ضد النظام حينها، تجمعت أمام (المكتب الشعبى آنذاك) المُجاور للمعهد، قبل أن يُقفل ذلك المبنى المشؤم، وتُقطع العلاقات، وتنتقل السفارة للعمارة المُجاورة لمطعم عالمى، على غرار التشاثم الدولى.

يمنح المعهد شهادات دولية، للرؤساء والسياسيين والشخصيات التى تؤدى ما يراه من دور يخدم شعوبها أو الأنسانية بشكل عام… من حُكام الدول الأسلامية والعربية.. مُنحت لأثنين فقط، كانا: الرئيس التركى عبدألله غول، ورئيس تونس المرزوقى (لا يعنينا لماذا هما فقط)… أما من قيادات التيارات الأسلامية، مُنحت حصراً.. للشيخ الغنوشى، وثلاتتهُم يستحقانها عن جدارة، وخاصة الشيخ الذكى، الذى كرس علامة فارقة (لمُدعيى) الزعامات الأسلامية، وأثبت أن تياراً اسلامياً لا تعنى، عدم الأستماع لشعبه، والمُساهمة فى تحقيق أرادته، مثلما فعل الغنوشى من خلال معرفتة ببواطن السياسة الدولية، وأسرار ومفاتيح لُعبة مُلاك العالم، وآخرها فلم ربيع قهاير العرب، فـَحَوَلها الى أنتصار للتوانسة… صحة ليه وليهم، وياغويثاه علينا الليبيين، حيث ننتضر أن يأخذ العبرة أسلاميينا؟!.. الخير جاى.

من ضمن الذين شاركوا فى هذا اللقاء (خبير اوربى)، وأنا هنا أنقـُل مُجرد تساؤلٌ لزميل، ولا أتطرق لما دار من نقاش (الأمر الذى لا يجوز لى قانونياً ولا أخلاقياً).. وفى ظل تعثر المفاوضات العليلة، طرح المَعنى سؤاله الجدير بالتأمُل، وأن كان يقُـُض المظاجع. بمعنى: ماذا لو فشلت مفاوضات (زار) المغرب؟.. كنت قد طَالبتُ مراراً بقبول ما يرشُح عنها (دا لو رِشَح شىء)، لأنه ليس أمامانا بديلٌ، وأن كنا أغلبنا مُبغِضينَ لأى حوار خارج ليبيـا ولا يشارك فيه كل الليبيين دون أقصاء، المخدوع/المُتفائل بعضهم بـ17فبرايور والمصدوم أغلبهم بنكستها/مُصيبتها،( نكسة67 كانت ولا شىء بالمُقارنة) خسرت جرائها مصر معركة وجزء يسير من ترابها، ولكنها أستعادته ولو مرتهناً.

فكانت خيبة المصريين فى سبعة وستين (السبت والحد فقط، على رأيهم، أما خيبتنا نحنا، ما جت على حد)، أى بنكستنا فى 2011، أضعنا الوطن كله وتشردنا، أى خسرنا كل شىء وفوق البيعة، تمرغ شرفنا فى الأدناس تحت وطأ أنجاس العرب والعجم، بل تحولنا الى ديوثين، نَسُوقُ بناتنا لأنجس الأنجاس فى ديرات الأوباش… ولكن حيث أننا، وصلنا الى مُعادلة طارق ابن زياد “العدوأمامكم والبحرمن ورائكم” فتمنيت على شعبى مُكرهاً، قبول أقامة ما يُرَوَج له تحت أسم حكومة وحدة وطنية، لرُبما وعلى الأقل تمسُكاً بمفهوم وحدة ليبيـا.

وبالتساؤل الذى قد يتحول الى حقيقة: ماذا لو فشل حوار الباستيلا؟(أكلة مغربية فاخرة) مُحببة لعدد من الممثلين! أصحاب الحوار، الذين سَبَرَ ليون اغوارهم بسرعة، ووجد أن حرارة طقس المغرب والمغاربة وباسطيلَتُهُم، وفاسوخهم!، سيكون مفعولهم أكثر نَجاعة من برودة جنيف والجنيفات (طقساً وبشراً؟) حيث لا حرارة ولا حريرة (شوربة مغربية دافئة وغنية)، ذلك كُلهُ يَصُبَ فى صالح مُلاك الأمم اللفعية المُتحدة (مُلاك الربيع)، حتى يصلَ مولودهم(رئيس حكومتنا المُرتقب لو صح)،(آحد من أعدوهم لرئاسة حكومة الوحدة وأن تشظينا).. ما هى الخطة البديلة إذاً، تسائل الخبير، والواقع يُجيب”مـا فيش مش حتكون فيه خطة(ب)”.

وأنا هنا اُعيد قول ما كررت كتابته سابقاً، حيث لا أظن أن اصحاب العُرس لديهم الرغبة أو الوقت لخطة (ب)، إذ ما لم ننقذ أنفسنا بقبول الأسوأ (أى قبول أحد اللذين سيدفعون بهم ليرأس) حكومتهم عملياً/وحكومتنا نظرياً… ليس أمامنا إلا الصوملة (فى الصومال صوملة عادية).. أما فى ليبيـا ستكون صوملة (باللوز) يعنى بداعش، وتخيلوا الباقى؟؟!!، يعنى لن نُصاب بعُسرهَضمٌ فقط بل سيكون تمزُقٌ بالأحشاء… أقول قولى هذا، وقلبى فى غاية الحُزن حيث اُناقض قناعاتى.. ولكنها المُعطيات والواقع الأليم لعالم الظـُلم والمظاليم.

يلا، زى ما ألبسونا قميص الخريف وقالوا لنا ربيع؟!، ورقصنا، أو بالأحرى رَقَقصونا فى شوارعنا وشوارع الدنيا، فَرحين بما البسونا وما متنا فى سِبباه… لماذا لانُكمل ونلبس جاكيت حكومة الوحدة الوطنية مُتمنين أن لا يكون المُسَمىَ عكس الأسم، مثل ما توقعنا إتيان الربيع، فأتانا الخريف يَختالُ عابساً/باكياً… وأستمراراً فى مُعاكسة قناعاتى وسواى من الليبيين، ورُغم معرفتنا بأن شيخ حضرة (زار) الصخيرات (ليون ليون بلا لحية)، يضرب بنديره فى حضرة دراويشنا، من آجل أن يُدخلنا وأياهم كالأغنام حضيرة باعثيه، فأننا من جهة اُخرى، نرى وجوب ان نأخُذ ونُطالب، وننطلق لنبنى، فالبديل، أسوأ، أسوأ، أسوأ، يـَـــَـــَـــا وَلــَدى.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً