المرآة الأفغانية.. والعبرة الليبية

المرآة الأفغانية.. والعبرة الليبية

article1-1_23-8-2016

منذ وعينا، بل منذ وعى أجدادنا على الدنيا، سمعوا وسمعنا المثل القائل (العبرة لمن أعتَبَر) ولا أظُن ان أحداً منـَّا العرب جميعاً، والليبيين خصوصاً، لم يسمع به، ويعرف جيداً معناه، ويؤمن بمضمونه (ولا يطبقه!)… أذاً لماذا يستمر المحللون (محللوا سياسة، وليست زواج المطلقات بثلاث) في تحليلاتهم، ويستمر ما تبقى مِنـَّا الشعب الدايخ والمضحوك على سذاجته من الجميع، خاصة لجان (الحوار/العوار؟؟!!) وقبلها لجنة دستور الترهونى، وغيرهما من لجان الجان، وشُلل المؤتمر والمجلس، وحكومة الشقاق المشلولة وسابقاتها من نطيحة ومتردية ومنخنقة وما أكل السبع، وكل سماسرة ثورة فبرايور المجيدة، من ميليشيات> قتلة وسُراق وعملاء برسم حصة تسليمهم المُستعمر ثروات الوطن… لِمَاذا أذاً، نستمر نتسول أجابتهم (قناة ليبيا سألت الدامع شلقو منذ شهرين) “كيف ترى المَخرَج مِمَّا نحن فيه”؟! (الصح.. مما وضعتمونا فيه) من مُستنقع طين ربيع الشرق الجديد الآسن، مادتاً ورائحة؟! فحمـَّل المسؤولية للشعب؟؟؟!!! نستاهلوا.

فالعبرة، ها هي أمامنا، نسمع ونقرأ عن أفغانستان، وما فعلت فيها نفس مجموعة دول الاستعمار التي تفعل (فينا) هذه السنين، بأيدي عُملاؤها (مِنـَّا وفينا) كل ما يستحى الشيطان من فعله… نعم خلقوا لهم القاعدة، وسخَّروا جيوش من البيوعين الأفغان، على رأسهم مندوبيهم بمجلس الأمن (تماماً كما فعل مندوبينا البكايين بنا) وأمروا بدايتاً ذيولهم من (مستنفطى) العرب بتمويل ولادة ثورة (تحرير؟!) افغانستان بالقاعدة، حتى شدت عودها وحاست (حصراً) فى كل ما هو مُسلم (قتل الكفار فى مذهب القاعدة وداعش حرام) بدعوى نُصرة المُسلمين وتحريرهم من السوفييت (أذا نصحوك الأمريكان…؟!) وصولاً لهدية أمريكا لهم (حكومة كارازى) رأسها عندهم، وأرجلها على أكتاف الأفغان (تماماً كما الوفاق) وحتى اللحظة، لم يستطع الشعب الأفغانى ان يُزيحها من على قلبه الممعوص الموجوع، كما هي قلوبنا الليبية، بل زادته همٌّ على همّ، وأستمر القتل والتشريد والتنكيل، ولم تختفي رائحة البارود، وزادت تورا بورا غُباراً على غُبارها، وتصَحُّراً على تصحّـُرها، ما ميَّز حكومتهم على حكومتنا، فقط المحافظة على وحدة أفغانستان، عكس ما عندنا، مُصِّرة على الدفع بتقسيم الوطن.

وها نحن، جلبوا لنا داعش ومعها أخواتها (أحنا أحسن/على الأقل داعش ومعاها خوات) (همَّـا قاعدة بدون خوات) لذلك هُمـَّا ما بعد القاعدة، وصلتهم حكومة واحدة، وحيث (كل قدير وقدره) فأحنا ما بعد داعش، وصلونا ثلاتة حكومات، آخرتهم الأروع (بس هما كارازاوية، وأحنا كاراتوافقيـة)(اهم شىء، بالآخر، الشعبين مربوطين بالتأ المربوطة مثل بعضهم) ونهاية المُسلسل الطويل (أذا لم نلحق حالنا، ونأخذ عبرة الأفغان) ستكون نفسها، إذ وبعد عقد ونصف (من 2011) ودفن اغلب الليبيين وتسوية كل أحجار ليبيا بالأرض، أي في (2026)سيصلون للبغدادي (مساكين مش عارفينه وين الآن) كما بنلادن ويقتلونه ويرمونه فى البحر، وكأفغانستان والكارزية، سيستمر الليبيون والوفاقية، وسيستمر القتل والدمار والغبار، حتى نغير ما بأنفسنا، قد يكن ذلك عاجلاً متى استدركنا مُعتبرين، وقد يبقى من عاش منـَّا، على ما نحن عليه (بين الحُفر) الى يوم الدين.

الحكومة الأفغانية المفروضة، لم تستطيع التجوال في سيارات ولا على بغال، لتزور المواطنين بالسهول والجبال، حتى تعب الشعب مع السنين، وأنسوه بناء دولته، إذ ليس لكفِّه أن يقاوم مغرز الاستعمار، كما نسى المُطالبة بإزاحة حكومة الاستعمار، فتعايش معها كالزوجان المُنفصلان… ومثلنا تماماً، حسبهم تمُّويل مصاريف تنقُلاتُها بين كابول والخارج، وليست بين كابول ومدن الداخل؟! الذى لا شأن لحكومات الأستعمار بالداخل (بس احنا الف ضعف السفريات)… نعم، أستمرت/وستستمر، غُمـَّة الحكومة على صدر الشعب، وبقى الأنين والألم، أفطاره وعشاؤه، تعود به ان لم يكن ادمن عليه… أما إفطار الحكومات عندهم وعندنا، فشهي، والغذاء والعشاء، من أسماكً ولحومٌ ولربما لبعضهم ليالٍ حمراء، على شرف حرائر الوطن، أما فقرات تسليتهم، تؤمنها لهم ميليشياتهم، بقنصنا صباح مساء فتنشرح صدورهم… صحة على قلوب حكومة أفغانيا، وثلاثة صحات على قلوب ثلاثة حكومات ليبيانيا، على آمل أن يستفيق سقط المتاع، من حُكامُنا وميليشياويونا، على حقيقة “متى دَعـَّمَكَ وفرضك الاستعمار، فأنت……” ليملأ كلاً السطر بما يريد… متأكد أن اعضاء الشقاق سيملؤون السطر (بـ وطني؟!)… أن لم نعتبر، ونرفـُض ما يفرضه المُستعمرين، سنعيش ما كتبت هنا حرفياً (وتذكَّروني) اللهم أجعلنا من المُعتبرين، حتى لا نخسر الدُنيا والدين، اللهم آمين.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً