أصحاب أمراض نفسية.. في شوارع طرابلس العاصمة

أصحاب أمراض نفسية.. في شوارع طرابلس العاصمة

ليلة الماضية يوم الأربعاء عند خروجنا من جامع السنوسية بجادة عمر المختار بعد صلاة العشاء واثناء تجولنا بتلك المنطقة  والتي تعتبر مركز ووسط مدينة طرابلس وبالتحديد بجوار سوق الحوت وباب الحرية وخلف جامع السنوسية وشارع سيدي عمران الذي يصل الى منطقة باب الجديد  شاهدنا بعض من المشاهد السلبية في العاصمة، في ظل غياب كامل اطراف الجهات المعنية او الحكومية  وعلى رأسها وزارة الصحة ووزارة الداخلية ومن له الشأن بهذه الحالة نشاهد  فئة مصابه بهذا المرض وهو من  مرضى النفسيين والمصابين بإعاقات عقلية، ليكون مركز ووسط المدينة مستقرا لهم مشاهد مؤلمة لا غرابة ابدا ان تشاهد احد المختلين عقليا يتعرى امام المارة في مشاهد غير لائقة  بالحياة  العام، بل وامتد الامر في ظل هذه الفوضى، الى قيام اخرين من المتخلفين عقليا الى التحرش بالنساء فيما نحن لا نستغرب اذا شاهدنا من استلقى تحت سلم عمارة سكنية او تحت سيارة نقل  الأمر مقر سكناه  له  والذي شكل حالة من الفزع بين المواطنين إنهم يعايشون واقعا مؤلما في تفشي ظاهرة انتشار المرضى النفسيين في شوارع طرابلس  بصورة خاصة، وهم في وضع انساني مؤلم وفي حالة صحية خطرة اضافة الى تصرفاتهم التي تلحق الضرر بهم وبالآخرين على حد السواء، و هؤلاء المرضى الذين يرتدون ملابس قديمة وقدرة ومتسخة  وهم يقطعون طريق العام  وسط زحام السيارات، معرِّضين حياتهم للخطر.

ان تتحول ارصفة شوارع في وسط ومركز مدينة طرابلس العاصمة مستقرا لظواهر خطيرة ومؤلمة المشهد مأسوي بكل ما تعنيه الكلمة، ومن يقدر له ان يزور او يتجول وسط المدينة فإنه سيلمس بوضوح الانتشار المدهش والمؤلم في آن واحد، لعدد من أصحاب امراض النفسية وعقليا عفانا الله جميعا من هذا المرض.

والمشردين والذين استوطنوا المدينة ينتشرون فوق ارصفتها وفي شوارعها بملابسهم المتسخة وشعور رؤوسهم الطويلة الغير نظيفة ، وما يرافق ذلك من تصرفات مرعب بعضها وخادش للحياء بعضها الآخر أحيائنا شبه عاري مجرد من الملابس وتجد اخر مفترشا الارض وملتحفا بطانية كل الأوقات حتى في وقت الظهيرة  إد نشاهد احد المتخلفين العقليين بلحيته الكثيفة وملابسه الطريفة والغريبة وفوق ما يعانيه من اعاقات عقلية يقوم بتناول الاكل امام المارة بشكل غريب  كلما توافرت له نقود يحصل عليها عن طريق احد المارة أو التسول و مريض اخر وهو يقوم بإطلاق خطبة بصوت عالي يشتم من خلالها أسرته واخر يلف جسده بملابس سميكة وثقيلة برغم اعتدال  الجو، وهو يجلس في احد الشوارع على قارعة الطريق تماماً وهو يحك جسده الذي اتسخ الى درجة ان جسده تكونت عليه طبقة اضافية من الجلد المتسخ، وحين تشاهده حالة اخرى لرجل بجانب الطريق العام وامام المارة وأمام المحال التجارية وهو يقوم بتصرفات لا أخلاقية انتهت بقيامه بالتبول داخل زجاجة يحملها بيده ثم يقوم بتفريغها بطريقة عشوائية

على مسؤولي في وزارة الصحة ان تتولي بالعانية من أصحاب الأمراض النفسية والاعاقات العقلية من مهام اهتمامها وتقدم لهؤلاء المرضى خدمات الطب النفسي من خلال استقبالهم ووضعهم في المراكز الطبية المتخصصة للعلاج ورعاية مثل تلك الأمراض.

أن تواجد وانتشار هؤلاء المرضى في الشوارع ليس مسؤولية الوزارة بل مسؤولية جهات أخرى معنية بمكافحة تلك الظواهر، لأن وزارة الصحة ينحصر دورها في استقبال من يراجعها من المرضى العقليين والنفسيين لتقديم الرعاية والعلاج لهم بصورة فورية وعلى جهات الأخرى ان تتوالى الرعاية لهم مجمل القول.. أصحاب الامراض العقلية يتجولون  بوسط البلد حقيقة تحولت الى ظاهرة باتت منتشرة  شوارع المدينة، وصار السؤال ملحاً عن هذه الظاهرة وعن المسؤولين عن استمرارها لأن هذه الظاهرة تستحق منّا ان نطالب الجهات المختصة بإلقاء القبض على هؤلاء والذهاب بهم الى اقرب مكان لعلاجهم والعناية بهم وتوفير ماوي لهم وتوفير الادوية والطاقم الطبي من غير المعقول ان يبقى الحال على ما هو عليه أغلب هؤلاء المرضى ينتشرون في الشوارع والأزقة في أوضاع مثيرة للشفقة وللإحراج في حالات كثيرة، إذ بدأت الظاهرة تصنع واقعا مأساويا، في ظل افتقار المستشفيات العمومية العامة منها والخاصة ومن المستحيل ان تجدها بكافة مدن ليبيا عيادة خاصة تهتم بتك الفئه من المرضي  وحتى ان وجدت  فهي حكومية وعمومية ضعيفة فى بنيتها باستقبال مثل هذه الحالات وعلاج للمصابين، إضافة إلى قلة الموارد البشرية العاملة في هذا المجال، وعلى رأسهم الأطباء المتخصصون في الطب النفسي والطب المساعدة ومن الممرضين والأجهزة والمعدات والأدوية.

ولتوضيح الأمر فإن الجهات المسئولة بالدولة عليها معاناة هده الفئة من المرضي ومتابعة هدا الملف الحساس والخطير الدي يمس بسلامة هؤلاء المرضي، وندعوهم إلى القيام بواجبهم ونقل أصحاب الأمراض العقلية الى الأماكن المناسبة لهم، يكون هدا أفضل من المخاطرة التي يوجهونها في الشوارع والحد من المخاطرة التي يتعرض لها ابناء المدينة من طرف هده الفئة.

ينتهي الأمر ببعض الأسر إلى التخلي عن هذا الواجب لرعاية المرضى عقليا ونفسيا. ويختارون التخلي عن أقربائهم المصابين وتركهم يواجهون واقع الحياة في الشوارع وحدهم لعدم توفير الادوية وغلاء الفاحش مع عدم توفير السيولة والصعوبة في الحصول اليها وليبق ارتفاع تكلفة العلاج عائقا كبيرا أمام إكمال العلاج بالنسبة للمرضى النفسيين شأنهم في ذلك شأن العديد من الأمراض التي تتطلب علاجا طويلا، حيث أن غياب العناية الصحية وغلاء الأدوية يدفع بالكثير من المرضى إلى مقاطعة العلاج وهو ما يؤدي إلى تطور المرض الذي لا يشكل خطرا وعائقا نفسانيا واجتماعيا للمريض.

كما أن عدد الأطباء النفسيين العاملين بالمستشفى وهو الوحيد بالمنقطة الغربية من ليبيا وهو مستشفى ابن النفيس او ما يعرف بمستشفى قرقارش يفتقر من ابسط الحاجات اليومية التي يحتاجها المرض من مأكل وملبس ودواء اذي ذلك وعدم توفير الاطقم الطبية والطبية المساعدة بهدأ وعدم وجود أماكن إيواء لهؤلاء المرضي أدى إلى ادراجهم تحت بند القنابل الموقوتة القابلة للانفجار في أي لحظة لتصيب المجتمع بعدة جرائم مروعة طالما لا تتوافر لهم الرعاية العلاجية اللازمة لهم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • عبدالحق عبدالجبار

    خوي حسين المجانين في نعيم …خوي حسين اصحاب الأمراض النفسيه ماسكين الكراسي و البنادق و الدبابات … اما الذي لم يتجنن من الشعب البسيط عليه ان يفعل حتي يكون في نعيم
    استاذ حسين المحترم ان كنت تقصد أمراض نفسيه فهذا موجود عند الجالسين علي الكراسي و جماعة المليشيات و الأحزاب … اما ان كنت تتحدث عن متعاطي المخدرات حتي ينسوا ان حكامهم مرضي نفسيين فهذا شئ اما ان كنت تتحدث عن الجنون فالشعب كله في طريقه لذلك
    فلقد أصبحت ليبيا مستشفي قرقارش كبير يديره اصحاب الأمراض النفسية مع فائق الاحترام

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً