إلى جميع القوى المسلحة بالغرب والشرق والجنوب الليبي

إلى جميع القوى المسلحة بالغرب والشرق والجنوب الليبي

الوطن يضيع أمام أعينكم، وأنتم مستمرين في قتال بعضكم البعض من أجل السلطة ومن أجل المكاسب السياسية لا أكثر.

على الرغم من كثرة عددكم ومجموعاتكم المسلحة بالغرب والشرق والجنوب الليبي، وقدرتكم التي تفوق قدرة تنظيم داعش من حيث العدد والعتاد، ولكنكم كما يقول المثل الشعبي (كثرة بلا فايدة) فها هي مدينة سرت قد أصبحت من أكبر معاقل داعش في الشمال الأفريقي بفضل تقاعسكم وبفضل قتالكم لبعضكم البعض.

القوى المسلحة الليبية تمتلك وتسيطر على مواقع بالغرب والشرق والجنوب الليبي تمكنها من قطع خطوط الإمدادات على تنظيم داعش في سرت، فضلا عن امتلاكها طيرانا بإمكانه أضعاف القدرة القتالية على الأرض للتنظيم، ولكنها لا تفعل ولا نرى سوى محاولة كل منكم منفردا صد ضربات التنظيم المتقدمة والمتكررة، وكل منكم يحاول دحر التنظيم بعيدا عنه وعن جماعته وعن منطقته التي يسيطر عليها.
الجميع يعلم بأن الانقسام السياسي هو السبب الحقيقي في تغول داعش، فحتى وقت قريب كانت البلاد منقسمة بين حكومتين، واليوم انقسمت بين ثلاث حكومات بعد دخول حكومة الوفاق الى طرابلس.

المجموعات المسلحة في غرب ليبيا التي كانت تقاتل صفا واحد ضمن عملية “فجر ليبيا” انقسمت على نفسها بين مؤيد ورافض لحكومة الوفاق، كذلك الحال بالنسبة لشرق ليبيا، فهناك مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الوفاق، وهناك مجموعات مسلحة رافضة لها، وكذلك الحال بالجنوب الليبي المحتل من مجموعات مسلحة من الشرق ومجموعات مسلحة من الغرب.

هناك كتائب ممن قاتلوا الى جانب القذافي خلال ثورة فبراير 2011، انضمت الى  جانب تشكيلات مسلحة محلية أخرى لطرد تنظيم داعش ومن أجل تصحيح صورتهم في أذهان الليبيين، ونتمنى أن لا تؤدى تلك الإغراءات التي قدمتها حكومة الشرق لصالح جماعة القذافي الى مآرب أخرى غير مقاتلة داعش.
بكل أسف جميع الفصائل المحلية ترغب في قيادة المعركة ضد داعش لاعتقادها أن من ينجح فى طرد التنظيم من سرت والسيطرة عليها ستكون له اليد العليا في تشكيل السياسة الليبية، وهذا التنافس تتضح معالمه بين مصراتة وحفتر، وكلاهما يحاول استغلال المعركة ضد داعش لاكتساب الشرعية في نظر المجتمع الدولي والتحكم في المنشآت النفطية القريبة منه.

وقد حذرت حكومة الوفاق من أن غياب التنسيق وغياب قيادة موحدة قد يؤدى الى مواجهة بين التشكيلات المسلحة، فالانقسام بين المجموعات المسلحة ليس فى مصراتة وحدها، فهناك انقسام بالشرق بين قوات حفتر وبين حرس المنشآت النفطية.

جميعنا يعلم بأن التحالف الذي تعده القوى الغربية للحرب على تنظيم داعش في ليبيا وطرده من مدينة سرت، وأن هناك قوات خاصة بريطانية وأمريكية موجودة على الأرض وتسعى لتكوين تحالف من تشكيلات مسلحة محلية لمحاربة تنظيم داعش الى جانبها، ونتساءل هل سينجح التحالف الغربي في توحيد القوى المسلحة الليبية بالغرب والشرق والجنوب الليبي في الحرب على التنظيم وتحرير سرت، أم أن هناك مخاوف من انشغال تلك المجموعات المسلحة في الاقتتال والتنافس فيما بينها بدلا عن تنسيق العمليات ضد تنظيم داعش؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

التعليقات: 1

  • fituri

    الان وبعد الاتفاق الساسي واعتماده من كافة الاطراف ومن هيئة الامم المتحدة واصدار القرارة من مجلس الامن بدلك فيجب الا تكون أي اختلافات فالأمر عند الحكومة التوافقية التي قد بآشرة بالعمل الفعلي من العاصمة لدلك جميع الفصائل والافراد والكتائب الانضمام تحتها وتنفيد تعليماتها كما في عملية البنيان المرصوص..

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً