إنت تباوي و إلا ليبي

إنت تباوي و إلا ليبي

أتذكر حينما كنت طالباً في المرحلة الإعدادية، أيام عهد القذافي، في إحدى مدارس مدن الشمال الليبي، وكانت المدرسة لا يوجد فيها طالب “تباوي” غيري في الفترة الصباحية، وكنت مجتهداً جداً في الدراسة، و كنت من ضمن الطلبة الأوائل بالصف…

ذات صباح بينما أنا في الفصل المدرسي أستعد لإجراء إمتحان في “مادة العلوم” و كانت معلمة المادة تكن لي البغض و الكره بدوافع عنصرية لأن قبيلتها كان على عداء دائم أزلي مع التبو كانت تستخدم وظيفتها ضد تلميذها ”التباوي”، وبينما كانت المعلمة تكتب أسئلة الإمتحان؛ كنت أكتب بسرعة فائقة أسابق الزمن؛ لكي لا يداهمني الوقت على إكمال أجوبتي، و كان لزاماً عليّ أن أكتب بخط كتابي واضح، وكأني في مسابقة في الخط العربي لأن معلمتنا ”الفاضلة” كانت لا تبقي و لا تذر عندما يتعلق الأمر بي، وكانت تصطاد أخطاء تلميذها ”التباوي” المتفوق، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تجعله يرسب في الإمتحان، او أن لا يتفوق على الأقل، وفجأة دخل علينا أحد موظفوا إدارة المدرسة، و وقف في منتصف الفصل و بدأ بالتحدق في وجوه الطلبة، و بالأخص السود منهم، كأنه يبحث عن مجرم هارب من قبضة العدالة، و سأل أحد زملائي من ذوي البشرة السوداء عن إسمه؛ فأخبره بإسمه حتى الجد الرابع، والذي ينتهي بالأسماء العربية البدوية، فقال له الموظف: إجلس، ثم نظر إليّ وسألني عن إسمي: فاخبرته بإسمي وكان أسم والدي من الأسماء التباوية، فقال لي بصوت عالي: «إنت تباوي و إلا ليبي؟» أرتبكت و لم أعرف كيف أجاوب عن هذا السؤال الغبي، فصرخ في وجهي قائلاً: «جيب شنطتك و تعال للإدارة »…

رافقته إلى إدارة المدرسة، و إستخرج ملفي المدرسي من بين مئات الملفات، و تفحص أوراقي الثبوتية الصادرة من إحدى مكاتب السجل المدني الليبية كغيري من الطلبة الليبيين و قال لي «بما أنك تباوي خود أوراقك و أمشي بيهن لأمين التعليم و خليه يوقع عليهن عشان تقرأ هنا، وما تجيش إلا بتوقيع الأمين، وهذا قرار على كل المدارس بشأن طلبة التبو و جاي من التعليم»…

عدت إلى البيت و أخبرت أهلي بالقصة، و علمت لاحقاً أن عشرات الطلبة من التبو ثم طردهم من المدارس، وذهبت برفقة أخي الأكبر إلى مكتب أمين التعليم بالمدينة، ولم نجده و أخبرنا أمين سره “السكرتير” بأن السيد الأمين “المؤتمن” على تعليم أبناء مدينتنا في إجازة مفتوحة، و لم أعرف ماذا أفعل والإمتحانات بعد أيام قليلة، وكنت آتي برفقة أخي إلى مكتب “الأمين” كل يوم و لكنني أجد نفس الجواب “الأمين في إجازة” و بعد مضيء أكثر من أسبوعين، و بعد أن إنتهى زملائي من إجراء الإمتحانات، تمكننا من الدخول على مكتب “أميننا المؤتمن” و قابلناه و كان شخص متعالي يتحدث معنا بنبرة إستعلائية و قام بالتوقيع على ملفي و كتابة عبارة “إجراءاته سليمة، لا مانع لدينا من قبولة في المدرسة”!

رجعت إلى المدرسة و طلبت من المعلمين إعادة الإمتحانات لي، بعضهم تعاطف مع قضيتي الإنسانية، و البعض الآخر رفض إعادة الإمتحان لي، و لكنني قررت تحدي هؤلاء العنصريين بما فيهم معلمة العلوم التي كانت من الشامتين و رفضت بشدة إعادة الإمتحان، و أكملت عامي الدراسي معهم بتفوق رغم كيد الكائدين.

مرت هذه الحادثة و لم يحاسب القانون هؤلاء الذين إرتكبوا هذا الجرم ضد عشرات الطلبة، و لأننا تبو كانوا يعاملوننا بقانون القوة و كانت قوة القانون غائبة، و عن نفسي أنا تعاملت مع الحادثة بتحدي، و لكن هناك عشرات غيري من الطلبة التبو أثرت عليهم الحادثة التمييزية تأثيراً كبيراً،فمنهم من رسب تلك السنة، وبعضهم ترك مدارس الشمال، وإتجه للدراسة في المناطق التباوية في الجنوب، وهناك من ترك الدراسة كلياً للأسف الشديد.

لم تتوقف الإجراءات التمييزية ضد طلبة التبو بعد إنتهاء حقبة القذافي، و هناك أحداث تمييزية كثيرة حصلت و تحصل بعد ثورة السابع عشر من فبراير 2011، و على سبيل المثال لا الحصر عندما إندلعت الحرب الأهلية الثانية في سبها بين “التبو” و القبائل العربية في فبراير 2014 توقف ما يقارب عن 700 طالب “تباوي” عن الدراسة؛ بسبب عدم تمكنهم من الذهاب إلى الكليات التابعة لجامعة سبها، والتي كانت تقع داخل أحياء القبائل العربية، الأمر الذي يشكل خطراً على حياة كل طالب “تباوي” يذهب إلى تلك الكليات، وقام الطلبة بمخاطبة الجهات الرسمية بالدولة، بما فيها وزارة التعليم العالي، ورئاسة الوزراء لإيجاد حل لهم، ولكن كانت تتعامل مع القضية بتجاهل و عنصرية.

الشيء ذاته حصل مع طلبة التبو الدارسين بكلية الآداب و العلوم بالكفرة، التابعة لجامعة بنغازي، حيث لا يخفى على أحد أن مدينة “الكفرة” تشهد إقتتالاً بين التبو و إحدى القبائل العربية منذ زمن طويل، والمدينة تشهد إنفلاتاً أمنياً بين الفينة و الأخرى، وفي مايو 2015 حدثت مشكلة داخل الحرم الجامعي بين الطلبة، و بعد فض النزاع قامت رئاسة جامعة بنغازي بإصدار قرار بنقل مقر كلية الآداب و العلوم بالكفرة من مقرها الرئيسي الذي يقع في مكان محايد إلى مقر جديد داخل أحياء القبيلة العربية التي كانت على صراع مسلح مع التبو منذ سنوات، وبهذا القرار التمييزي تم حرمان ما يقارب عن 680 طالب جامعي تباوي من الوصول إلى مقر الكلية، وقام الطلبة بمخاطبة جهات رسمية في الدولة و تم تقديم عدة مذكرات تظلم، شرح فيها الطلبة وضعهم، وأنه بإمكان رئاسة الجامعة حل هذه الإشكالية بإرجاع الكلية إلى مقرها الرئيسي أو تمكين طلبة التبو من الدراسة بالمقر الرئيسي بالتعاقد مع أساتذة و دكاترة من المنطقة وفقاً للمنهج الدراسي الذي تضعه الجامعة؛ لكن تم ضرب المذكرة بعرض الحائط، فقام الطلبة بمخاطبة منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، وبعد ضغط من اليونسيف قامت وزارة التعليم و جامعة بنغازي بالإجتماع مع هؤلاء الطلبة و تم إعطائهم وعود بأن الجامعة ستحل هذه الإشكالية في بضع أيام و مضت الأيام و لم توفي الجامعة بوعدها و لم تقم بواجباتها، و الآن مضى على توقف الطلبة عن الدراسة أكثر من 4 سنوات و لم ينظر أحد إلى القضية بنظرة جدية.

و أيضاً من الأمور التمييزية في السابق ضد التبو في عهد القذافي عندما يتخرج طلبة التبو بتفوق و في التراتيب الأولى في الجامعات؛ فبدل إبتعاثهم للدراسة في الخارج، وتعيينهم للعمل كمعيدين وفقاً للوائح المعمول بها في الجامعات الليبية بحق الطلبة الليبيين المتحصلين على التراتيب الأولى؛ لكن للأسف يتم تمييزهم و تغييرهم بطلبة آخرين أقل تفوقاً منهم، وهناك حالات كثيرة لا يسعنا أن نذكرها في مقال واحد تم التعامل معهم وفقاً لمقولتهم “إنت تباوي و إلا ليبي”!

نذكر واحدة من الأحداث التي ظهرت على السطح ما جرى مع الطالبة التباوية من مدينة الكفرة تقريباً في عام 2008 التي كانت تدرس بكلية القانون وكانت متفوقة جداً
رسبت في مادة لكي لا تكون الاولى وتعين معيدة ولكن الطالبة استغربت النتيجة وراجعت الكلية بالكفرة لكن دون جدوى ثم راجعت استاذ المادة واخبرها بانها لم ترسب، وأثارت هذه الحادثة ضجة كبيرة و تم معالجة الأمر بتدخل من رئاسة الجامعة.

وتحدث هذه الإنتهاكات التمميزية في المؤسسات التعليمية ضد التبو بخطط ممنهجة من الحكومات المتعاقبة التي لا يحضى التبو فيها بأي مناصب عليا.

ولعدم وجود قوانين تقاسم الوظائف بالمؤسسات العامة سواء التعليمية او غيرها تزداد العنصرية واللاتوازن في مجال التعليم العالي والوظائف العامة وتركزها في المكون العربي سواء على المستوى المحلي او الدولة، ولن تتوقف هذه القضية التمييزية الا من خلال صياغة دستور توافقي يضمن حقوق كل مكونات الامة الليبية بشكل متساوي،و في ظل إنعدام قانون يردع هؤلاء العنصريين مازالت هذه الممارسات مستمرة، و لن تتوقف إلا بصياغة دستور يحترم حقوق كامل مواطني الدولة؛ دون أي تمييز، ويجرم كافة أشكال التمييز العنصري في الوظائف العامة، والبعثات الخارجية، وتعيين المواطنين من جميع المكونات في المناصب العليا، دون أي تمييز، وتجريم إستخدام الوظائف الحكومية ضد من يختلف عنك ثقافياً أو لغوياً

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 12

  • حسن كدنوا

    قصتك مع أمانة تعليم اجدابيا تكرر معي نفس القصة و تقريبا نفس السيناريو مع أمانة تعليم الكفرة في عام 2010 عندما كنت في سنة أولي ثانوي ولكن تمكنت من حل الإشكالية قبل موعد الامتحانات بمدة بسيطة .
    وانا ايضا من ضمن 680 طلبة موفقين عن الدراسة في مدينة تازر الكفرة بسبب سياسات جامعة بنغازي و وزير التعليم حكومة المؤقتة و رئاسة جامعة بنغازي .
    ولدي كل أدلة التي تثبت صحة ما اقول .
    احياك على هذا مقالة عزيزي أرنيمي.

  • إمراجع توكا

    هذا المقال يصدح بصوت مئات طلبة التبو في ليبيا ، مشهد ثابت ومحزن …

  • الوليد بن سعيد

    للاسف حدثت معي ايضآ في مدرسة طارق بن زياد في إجدابيا في 2008 وكان مدير المدرسة وقتها عبداللطيف الزروالي وتم فصلنا من الدراسه مؤقتآ ثم تم ارجاعنا لكن تكررت تلك الحاذثة عدت مرات مما جعلني اسحب ملفي الدراسي وانتقل لمدرسة اخرى لكن للاسف العديد من الطلبة المتميزين تركوا الدراسة بسبب التميز العنصري في تلك الحقبة

  • عرباوى

    دين الإسلام يقول “لا فرق بين بين عربي وأعجمي الا بتقوى” ودستور حزب البعث العربي يقول في المادة 10 العربي هو من تكلم العربية، وعاش في الارض العربية او تطلع الى الحياة فيها، وآمن بانتسابه الى الامة العربية. بمعنى اخر العرق ليس أساس في ان تكون مسلم او عربي…والعربية ليست قوميه او عرقيه… بل هي ثقافة مكونه من جميع ثقافات الشعوب والأقليات التي تقطن الوطن العربي…وهنا نجد ان اللغة مهمه جدا لأنها هي الطريقة الوحيدة للحوار والتفاهم بين جميع مكونات وطننا… وبما ان العربية هي لغة الأغلبية الساحقة في الوطن العربي…فيجب ان تكون اللغة الرسمية لدولة…في الصين مثلا هناك اكثر من خمسين اقلية وكل اقليه لها لغتها الخاصة بها…ولكن اللغة الرسمية التي تدرس في المدارس وتستعمل في الدوائر الحكومية هي لغة الأغلبية…ومثلا اخر تجده في أمريكا…الشعب الأمريكي شعب خليط …مكون من جميع سكان الكرة الأرضية… ولكن تجد ان اللغة الرسمية في أمريكا هي اللغة الانجليزية وهي لغة الأغلبية…شخصيا انا اصلى أمازيغي من الجبل الغربي…ولا انكر اصلى…وفى نفس الوقت وكما يعلم البعض… لا اؤمن بأساطير الاولين…ولكن وجداني عربي وثقافتي عربية…وحدود وطني تبدا من المحيط الهادري…وتنتهى فى الخليج الثائري…وللعلم دستور البعث العربي لم ينزل من السماء…ودائما في تطور ومواكب لعجلة الزمن…ونم تنقيحه مؤخرا ليضمن جميع الحقوق اللغوية والدينية للأقليات…وأخيرا انا شخصيا اسف جدا الى ما يلاقيه أبناء التبو من معامله في المدارس والجامعات الليبية…واريدهم ان يعلموا ان هذه المعاملات ليست من الشيم والمبادى والأخلاق العربية ولا ثملتنا لا من قريب ولا من بعيد…ومن يقوم بها هم ناس مازالوا… مع الأسف… يعيشون في أيام الجاهلية.

  • سعيد رمضان

    يا أخى الفاضل : هناك مدن بأكملها وقع عليها الظلم فى زمن القذافى ، ونصيحتى أن لاتنجر وراء الكونغرس الأمازيغى المشبوه وأمازيغ المهجر وأهدافهم المفضوحة فى تمزيق النسيج الأجتماعى الليبى ،ليست هناك جنسية أمازيغية وجنسية تباوية ، تجمعنا الجنسية الليبية على مختلف أصولنا لك ما لنا وعليك ماعلينا ، وأتمنى أن تذكر لنا بعض النصوص من الدستور المنتظر التى تفرق بين ليبى وأخر ،كفانا حقد على اللغة العربية فهى لغة القرآن ولانملك سواها فى ليبيا سوى بعض اللهجات المحلية التى لم ترقى الى مستوى لغة ،لاشأن لنا بأمازيغ الجزائر ولاتبو تشاد وغيرهم وكفانا تضليل وفتن وعليكم أن تشاركوا فى تأسيس دولتكم الجديدة بدلا من هذا الهراء الذى لاطائل من وراءة ،ويجب أن تكون أكثر ثقة فى نفسك وبخصوص الصراع بينكم وبين قبيلة أزوية فهو صراع قديم على طرق التهريب بالكفرة وأوزو قبل التنازل عنها فلا تحقد على العرب واللغة العربية لهذه الأسباب التافهة ولك تحياتى

  • موسي يوسف صردغيا

    ليس لنا إلا أن نقول حسبي الله ونعم الوكيل و عاجل ام آجلا سياخد الله حقوق المظلومين وأنا عن نفسي من احد طلبة 700 متضررين في الأحداث حرب فبراير 2014

  • د. عثمان زوبيo

    تستغرب لو قلت لك أنني ( وأنا عربي ) لا استطيع الحصول على حقوقي وحقوق اطفالي إلاّ بالواسطة ( في عهد معمر وحتى الآن ). هذا بلد قام على القبلية وليس على العرقية. الليبي القبلي العشائري لا يشعر بأنه ليبي. هو يشعر بقبيلته. ولذلك فهو أعمى وأضل سبيلا. // وتستغرب لو قلت لك ( وأنا بلغت من الكبر عتيا ) أن الإخوة الأمازيغ كانوا أوفر حظا من غيرهم من أفراد الأقليات العربية المتبعثرة في الساحل الشمالي (وأنا منهم ). فالأمازيغ كانوا يناصرون بعضهم ، ويتعصبون لبعضهم، ويساعدون بعضهم ، وكانوا يحتلون الوظائف الأكثر حساسية في الدولة : مثل وظائف المحاسبة المالية ، والخارجية ، والهندسية. لقد كان الأمازيغ مرفهين جدا في العهد الملكي وعهد القذافي. // وأما بالنسبة للأخ الذي تحدث عن حزب البعث هذا الحزب الذي اسسه المسيحيون وضحكوا به على شباب المسلمين فإني آسف عليه لأنه لازال لم يعرف عفونة هذا الحزب ودوره في تخريب الأمة الاسلامية. // وأنا أيضا آسف للذين لا زالوا ( بعد أن سقطت الأقنعة النخبوية والسياسية والدينية التحريفية التي تركت القرآن وجرت تفتش عن أحاديث يرويها بشر لهم أغراض وأغراض وأغراض ) يتحدثون عن القومية العربية وغير العربية. وينسبون الأخلاق الاسلامية للقومية العربية. أين هو التراث الفكري والحضاري الذي كان للعرب قبل الاسلام ؟!. دعونا نتمسك بأخوتنا الاسلامية ، وجنسيتنا الليبية ، واذا أردنا تحقيق العدالة بيننا أن نحترم القانون والقانون والقانون.

  • د. عثمان زوبي

    وأزيد فاقول أن أغلب الليبيين يتصفون بالجهل والتخلف والحسد والغيرة الحيوانية لدرجة تجد فيها ابن عمك أو جارك يحسدك حتى في مرضك لأن المرض عليه أجر من الله. // وأنا أحكي لك ياسيد حسين هذه الحادثة التي وقعت لأبني وفي مدرسة قريتي مسقط رأسي. لأنني كنت متفوقا في دراستي ، وأطفالي كذلك ؛ خلق ذلك كراهية وحسدا بدون سبب نحوي. ولذلك كانت هناك تحريضات من أهلي وغير أهلي ضدي وضد اطفالي. ومن الاحداث التي حدثت لابني الذي كان يدرس في الصف الخامس ابتدائي أن المعلمة كانت تناديه ( انت يا تشادي …. لأنه كان أسمر قليلا). ولم يخبرني بذلك ؛ ربما خوفا منها. الى أن جاءت صحائف الفترة الآولى فكان هو الأول في صفه. واشترينا له حلويات ليأخذها للصف. فقامت المعلمة بتوزيع الحلويات على زملائه فقط. أمّا هو فقالت له انت لا تأخذ منها لأنك تشادي ولأنك الناجح. هنا أخبرني ابني بما حدث لاحساسه بأنه قد ظلمته المعلمة كثيرا. واخذت زوجتي الى المعلمة لتسمعها ما تستحقه من عبارات. وخرج لي مدير المدرسة يعاتبني عما فعلته زوجتي بدون أن يسال عن الامر شيئا. لأن المعلمة تنتمي لاسرة لها ثقل اجتماعي. وجاءني أخ المعلمة ليلا الى بيتي وهو غضبا يريد لي التهلكة. غير انه والحمد لله أخذته بهدوء وشرحت له الأمر. ولمّا علم ان ابني كان الأول في صفه ( أي ليس منحرفا او فاشلا )، وموضوع الحلويات التي حملها الى صفه ، وما تفوهت به أخته من لفظ تشادي ، وحرمانها الطفل من أن يأكل من هديته، اعتذر لي وطلب مني المسامحة. إذن نحن شعب ظالم لنفسه بكل اعراقه وقبائله وطوائفه الدينية وغير الدينية. والمثل يقول ( يفعل الجاهل بنفسه ما يفعله العدو بعدوه ). وحال المنطقة من ضياع وذل لا يغيب عن ناظريك.

  • عرباوى

    : يا أستاذ ان حزب البعث اسسه مسيحيون هي كذبه من كذب حزب الاخوان المنافقين والكذبين والغرض منها هو تشويه صورة حزب البعث العربي الاشتراكي في نظر شباب العالم العربي والإسلامي…والحقيقة هي ان من أسس حزب البعث هم مجموعه من الشباب منهم المسلم السنى مثل صلاح البيطار( ولده كان مفتى في سوريا) والعربي المسيحي مثل ميشال عفلق والملحد مثل زكى نجيب الأرسوزى…هؤلاء الشباب نظروا الى ما يحدث حولهم في الوطن العربي في ذلك الوقت… ووجدوا ان الاستعمار الغربي … يستعمل الدين والعرق لتقسيم المنطقة وضرب شعوبها بعضها ببعض حتى يسهل عليه السيطرة عليها واستغلال مواردها…عملاء الاستعمار كانوا يزوعون الفتنه والفرقة بين شعوب المنطقة… انت مسلم شيعي وهذا مسلم سنى وذلك مسيحي…وانت عربي وهذا ارميني وذلك أمازيغي والأخر تباوى والى ذلك… بضبط كما يفعلون اليوم…وعليه قاموا هؤلاء الشباب بوضع خطوط عريضة لدستور يضمن حرية الاعتقاد لكل فرد من المجتمع ويفصل الدين عن الدولة…وفى نفس الوقت ضربوا عرض الحائط بالعرقية وقالوا كل من تكلم العربية فهو عربي…وذلك حتى يضيعوا الفرصة على الاستعمار الغربي لتقسيمنا باسم الدين والعرقية وضرب بعضنا في بعض…ودستور البعث لم ينزل من السماء…فهو دستور ديناميكي يواكب العصر…تجد فيه كل مبادئي وحقوق الأقليات التي نادت بها منظمة الأمم المتحدة. وأخيرا أقول لك انظر ماذا قال العربي المسيحي ميشال عفلق أحد مؤسسي الحزب في رسول الإسلام محمد ابن عبد الله
    https://youtu.be/E_SHum8hbnE

  • عبدالحق عبدالجبار

    لا حولة ولا قوة الا بالله … حسبنا الله و نعمي الوكيل… لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين … اخي العزيز ابن ديني و وطني … انا اعلم الشعور الذي شعرت به في تلك اللحضة و بعد ذلك و الي الان …و السبب انني شعرت بأكثر من ذلك … أقول لك عندما الهمج زحفوا علي مدينتي لاحتلالها و طمس هوية اَهلها و الاستيلاء علي أملاكهم ….الغريب .. انظم لهؤلاء الهمج مدرس كان مدرس إعدادي في مادة الكيمياء ثم انتقل الي مدرسة ثانوية مشهورة وكان مدير تلك المدرس رجل معروف مربي فاضل من اهل المدينة وكان أصل هذا المدرس من اهل الجنوب واتي لمدينتي السبب تعين والدة او انتخب في العهد الملكي … انقلب او حاول هذا المدرس الانقلاب علي هذا المربي الفاضل رحمه الله والاستيلاء علي مكتبه حين كان هذا المربي في رحلة علاج …وفي مرة كنت في متجر من متاجرالمدينة وكان ذلك مع توقيت اجتماع الهراويك لو تتذكر الشخص الذي ترك نعيجاته لحضور الاجتماع وسمعت و رائت ما لم اسمع او آراء من قبل كانوا يتحدثون في هذا المتجر عن كيف سوف يلقونون سكان هذه المدينة درساً لن ينسوه مدي الحياة اقسم بالله هذا الذي حصل فتدخلت انا صغير السن وقلت لهم هذا الذي تقولون حتي الحيوان لا ينطق به … يا اخي الشعب الليبي معظمه خبيث مع الواقف لا رحمة ولا شفقة حسد و حقد … نطلب منك ان تنسي الماضي و الحاضر و تنظر للمستقبل من اجل الوطن و أطفاله …
    و مازالت مدينتي محتلة … احتلت في العهد الملكي و عهد الثورة وعهد فبراير علي الأقل في عهد الملكي تَرَكُوا لنا البحر و الكرة و السبب كأنوا لا يعرفوا لا سباحة ولا كورة…. مع فائق الاحترام

  • كوكني توكى

    كل تقدير والاحترام لك يا حسين ع هذا سرد الرائع لي واقع الحياه
    لطالب التباوي بصفة خاصة واليبي بصفة عامة
    وانا اعتقد ان الحل في دستور عادل يحميني و يحمي إخوتي في الوطن

  • نعم اليوم طالبة التبو الذين وصلوا إلى مستوى جامعة في ” تازر ” الكفرة موفقين عن دراسة ولهذا سبب اليوم نحن طالبة متخرجيين منذ اكثر من السنة لا نستطيع تسجيل في تازر الكفرة بسبب التمييز ونقل مقر الرئيسي لجامعة
    أما النظام السابق : في اعدادية تم استبعاد الكثير من تلاميذ في تازر الكفرة بسبب سياسيات معمر القذافي وكان صديقي من تلاميذ الأوائل الذين تم استبعادهم أيضا ، وبعض معلمات قد تعطفوا معه أيضا مثل ما حدث معاك ولكن ذلك لم يجدي نفعا ، وترك صديقي محمد دراسة نهائيا وترك مدينة

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً