الإصلاح في ظل أزمات مبعوث الأمم المتحدة

الإصلاح في ظل أزمات مبعوث الأمم المتحدة

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

لقد تعودنا على إن الإصلاحات تأتي دائما بمبادرات خارجية، وليس من صلب الاضطرابات السياسية الداخلية والذي يعمل مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة مع المستشار عقيلة صالح في القاهرة، مسح الضبابية بشأن قانون الاستفتاء على مشروع الدستوري.

ليبيا اليوم تواجه ضغوط سياسية تحت الواقع المؤلم من عدم الموافقة على المشروع الدستوري وإصدار قانون الاستفتاء داخل المؤسسات السيادية الليبية، وفي ظلال الأزمات التي ترمي بثقلها على كاهل الشعب الليبي الذي يتجرع ويلات التخبط السياسي والاقتصادي.

أحيانا لا يعمل تحرك غسان سلامة السياسي في القاهرة على التحرك السريع نحو الاستفتاء على مشروع الدستور المربوط بجمل من التعديلات الأساسية، تعديلات في مضمونها العلم والنشيد الوطني الليبي اللذان لم يدرجان في بنود المشروع الدستوري.

يتأخر العمل السياسي ويتباطأ حتى تستفحل الأزمة السياسية مرة أخرى على الساحة الدولية، وتعمق الاختلافات مع وجهات النظر السياسية بين الأقطاب السياسية الليبية المتنازعة على الحكم في إدارة الدولة الليبية، وربما يتم اللجوء الى العمل العسكري.

جراحات كبيرة وعميقة على الساحة الدولية التي تعمل في الخفاء لتشكل خطرا كبيرا على مجرى الثورة الليبية، ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة، والتي دفعت الكثير من أبناء الوطن الى التداعي الى الإصلاح من الداخل والحلول السريعة لأنقاض ليبيا من القضايا العالقة.

ويرجع ويقول غسان سلامة بعد حين من الزمن أن المشروع الدستور بحاجة الى قانون الاستفتاء عليه وهو ما لمسه من مختلف الخبراء وقانون الاستفتاء الذي يرجع مصدرة الى مجلس النواب لتم عملية الاستفتاء على المشروع.

غالبا ما تكون أجواء الأزمة السياسية غير صحيحة عند تدني الحالة الاقتصادية في ليبيا، لن الشعب بحاجة الى إصلاحات اقتصادية تليها إصلاحات سياسية دستورية، لا يمكن تجاوز العامل الاقتصادي في ليبيا وذالك إن الشعب الليبي في حاجة الى أوضاع اقتصادية أفضل مما هو عليه اليوم في ضل التوجسات وهواجس متبادلة بين العمل السياسي والاقتصادي.

لكن الجمود الذي يتحدث عليه غسان سلامة، والذي يجد لها بدائل قدر التحقيق، هي في الحقيقة بدائل للخطة التي أعلن عليها في بداية العملية السياسية التي ترتكز على المراحل الثلاثة من الخطة التي لم يتسنى لها أي نجاح بعد على الساحة السياسية الليبية.

لكن الخطة بمراحلها الثلاثة كانت تراكمات زمنية من الماضي، ومن تعاطي الغير سليم للأمم المتحدة الملف الليبي الذي لم يعطي الثقة الكاملة بين جميع الأطراف السياسية المتنازعة ولذالك نجد الأطراف السياسية الليبية لزالت في ظل توجساتها المتبادلة.

وعندما تضعف الثقة بين الأقطاب السياسية الليبية تضعف معها الإرادة السياسية خصصتا في ظل دخول ليبيا مؤتمرا دوليا تشارك فيها العديد من دول ومنظمات العالم في أنجاح العمل السياسي الليبي الذي تتنافس فيها ايطاليا مع فرنسا وتصبح ايطاليا اليوم القوى الفعالة على استعادة ليبيا الى حاضنتها.

تطورات ومباحثات غسان سلامة مع المسؤولين المصريين بخصوص الإصلاحات الاقتصادية والمالية في ليبيا مع توزيع الثروة الليبية على المجتمع الليبية، ليس توزيع على البض منهم في التشكيلات المسلحة الليبية، وهذا لا يأتي بسهولة إلا بعد إقامة الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية الليبية على المدى البعيد.

عقبات كبيرة أمام التقدم في مجال السياسة والاقتصاد نحو حلول أفضل على ليبيا ومن التخوف نحو انزلاق ليبيا الى المزيد من الأزمات دون أن يعمل أصحاب القرار السياسي العمل الوطني الجديد نحو الانفراج وتحقيق المصالحة الليبية الشاملة بين الغرب والشرق والجنوب.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

اترك تعليقاً