الحكومة التوافقية… والقسمة الحتمية

الحكومة التوافقية… والقسمة الحتمية

بدايةٌ، نُكرر وعلى الدوام، تأييدنا لمنح ثقة مجلس النواب لحكومة الصُخيرات التوافقية، بغض النظر عن كُلُ ما فيها من عَوارٌ، أولُهُ أنها، بتسعة رؤس مُتخابطة، إضافة إلى معرفتنا المُسبقة بأهداف أهل النيتو الذين لم يعودوا يَخفون نواياهُم ولا أطماعهم… المُتمثلة في جعل الحكومة وكبندٌ أول في المينو (قائمة) طلباتهُم، تؤَّمن لهم دعوتهم (للدخلة الشرعية) التي تمكنهم من السيطرة الغير مباشرة على الحُكم في بلادنا، حتى بدون منح ثقة، ولا حلف يمين، بقولهم للناتو (قبلناك قبلتنا) على طريقة زواج الدواعش.

قبولنا بكم، فقط لأنه ليس بيدينا حل بديل عنكم لا نقول يُخرجنا (فلن نخرج) إذ هم لم يُقيموا كل (هُليلة) الربيع هذه، ليدعوننا نَخرُج كيفما نُريد، ووفق ما كذبت علينا به أنفُسنا اللوامة، وكذبنا عليها، بأننا قمنا (بثورة) بدل أن نقول (وهى الحقيقة الوحيدة المُجردة، في فلم الربيع) “أننا هَبَّينا/أندفعنـا، ومات منَّـا عشرات الآلاف، ظانيـن أنها ثورة” (لا) (نو)، كما لا يجب البتة، أن يكون خيال الخُيلاء ذلك، من بين ثنايا أحلامُنا نحن جيلا لسلبية المُذقعة، جيل الاستسلام لحد الثمالة، ورفض الكل للكل.

دخول طرابلس/ دخول نفق انقسام ليبيـا:

يا سَبعة الوفاق (لا نعنى حي السبعة بطريق تاجوراء!)… لا تكونوا سبعة شقاق، لا يجب أن يكون دخولكم وأصحاب حقائبكم الوزارية (الجيد منهم والخبيث) إلى طرابلس، لمُجرد أننا في عَجلة من أمرنا، كي تهدأ وتيرة القتل والتدمير، أو لمُجرد تمكينكم من ممارسة السلطة… إلا إذا كُنتم علي اتفاق، مع البارزين معكم في مشهد السلطة، بالمؤتمر والمجلس معاً (بشرق وجنوب وغرب ليبيـا)… حيث قد ترون ما لا نراه أو نقرأه… فإذا أنتم لديكم تأكيدات من أن أغلب شركاء المشهد السياسي من كل ليبيا ينتظرون دخلتكم طرابلس (؟!) فذلك يوم المُنى، إذ التوافق خيط دخان حُلمنا.

ولكن لا ننسى، أن ورقة توقيعات المئة وواحد نائب، وحدها، لا تجعل منكم حكومة وفاق، بل شقاق، متى ولدت خـارج قـبـة مجلس النواب (لا أعـلم  ما إذا كانت هناك قُبـة) ولـكـن ذلك مـا يقال، وعليه، نرجو أن لا تقعوا في هذا المحضور، الذي سيكون انزلاقاً خطيــراً في نفـق (لا سمح ألله) يصل بنا إلى انقسام دولة ليبيا شطرين، تمهيداً للمُستحب، وهو أربعة أشطار.

تلك هي المُعطية الجلية، في حالة إصراركم على مُباشرة سلطتكم، قبل تعديل الإعلان الدستوري، ومنحكم ثقة المجلس، وحلف اليمين أمامه… لم نرى أي حكومة، في أي دولة، ذات أي ديانة، لا يجيزها مجلس تشريعي، ولا تُقسم علـى كتــاب ديانتهــا (قــرأن، أنجيـل تورات)!!!، فيصبح حالها حال زواج سِفاح، يكتفي فقط بركن واحد، من رُكنيه الأساسيين (أي الإشهار) دون عـقــد قـران، فيكـون زواج غير شرعي، في عصر (ما خرج عن الشرعية أطيب).

كما أن سابقة توقيعات المئة وواحد، لو مرت هكذا، وباشرتم الحُكم بموجبها (؟!) ستكونون بهـا أرسيتم قاعدة شاذة، تَسِنّون بها سُنة، تؤدى مُستقبلاً، لبيع كامل ليبيا، وما عليها من بشر ودواب، وما فوق أرضها وتحتها من مكامن الخير، دون حساب ولا عقاب، اذ سنجد مئة آخرون، غير الذين ستجلسون بموجب (ورقة توقيعاتهم) بطريق السور (مبنى مقر الحكومة العتيدة بطرابلس) يتفقون على أي شىءٌ آخر (في أي بصيرة/ بتــاع) يطلبهـا منهـمُ أسيادُنا/ مُلاك ربيعنا، إذ يعنى ذلك، أننا أسلمنا ما تبقى من رقابُنا للذبح، على غير قِبلة (ليس في اتجاه الكعبة).

أي أن من يعترفون بكم اليوم، من مُجتمع مُلاك الربيع، قد يطلبون من نفس المائة أو غيرهم، أن يوقعوا لهم على بيع ليبيا بالمتر المُربع بالكامـل، خـلال مُدتهـا (سنتين) ليس قبل، فالسبعــة سهروا وتعبوا واجد في تونس، ودفعت مئات الآلاف (من دفع؟!) فمن العيب أن تقتصر مُكافأتهم، بفقط سنة واحدة سُلطة وامتيازات!… ولربما بعدين (نتعودوا عليهم ويتعودوا علينا) وان رماهم (حتماً) النيتو زى ما رمى الإنتقالي، وشتت شمل أعضائه… عندها ستشيلهم عيوننا الزائغة من أفعالهم وأفعال سابقيهم، من المكتب التنفيذى إلى الثني.

نرجوكم أن تقرأو الأحداث وتستوعبوا جيداً، أن إصراركم (رومنى أو نكسر قرنك) ستؤدى حتماً إلى رفضكم التام من (إقليم برقة) وذلك يعنى، تكريس الانقسام الذي هو قائم نظرياً  مُنذ خطاب زواج عبد الجليل… إننا نتمنى أن تستلموا والناتو ليبيا وثرواتها، وحسبُنا فقط الأمن والأمان… ولكن سترفضون بالمُطلق، أذا انتم ستكونون سبباً في قسمة ليبيا إلى بلدين… مُقدرين أنكم في عجلة من أمركم لممارسة الحكم والتحكم، ولكن ليس عجلة تدوس فتكسر وحدتنا.

وتأكدوا أن شياطين الربيع، من أهل النيتو، لا يريدون انقسام ليبيا هذه الأيام، بـل سيبقى ذلك هذفُ شرقـُهم الجديد، ولكن بعد أن تستلموا الحُكم في طرابلس، ليتهياء لهم الجو، وتمهدوا انتم ويوقع من يخلفكم على امتيازات مُلكهم لثرواتنا الطبيعية في كامل ليبيا، عندها، سيدفعوننا لتقسيم ليبيا، إلى ما يستطيعون من أجزاء، حيث كل جزأٌ سيقبل بما سبق توقيعه على ملكية ما بجزؤه، ووقتها لن يُفيد الندم،

هدانا وإياكم الله سواء السبيل، بما يحفظ ليبيا موحدة، آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً