تعددت الاسماء و الخامة واحدة

تعددت الاسماء و الخامة واحدة

د. الهادي شلوف

رئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين والقانونيين في باريس

مسرحية بدون جمهور من فصل و احد بمناسبة نهاية عام 2014

الساعة لم تتجاوز الخامسة ولكن لا احد يستطيع ان يقول هل هي الخامسة عند الفجر اي مع صلاة الفجر او يستطيع ان يجزم بأنها الخامسة مساء اي مع صلاة العصر هكذا بدا العجوز الهرم البالغ من العمر 95 عاما يقص علي بعض الاطفال حكايات عن بلاد اندثرت بفعل طفل صغير اراد ان يقتل كل الاطفال الذكور في بلاده كي يبقي الوحيد الذي تحبه الفتيات و حتي لا يكون له منافس فقام والده بقتل كل الاطفال الدين هم في عمر ابنه كي يلبي رغبة ابنه وبعد مرور الزمن توفي الطفل نتيجة لمرض وعندها لم يعد هناك اطفال فاندثرت البلاد

و فجأة توقف العجوز عن سرد القصة و التفت العجوز ليسال احد الاطفال

انت ايها الطفل الذي تلبس الشنة الحمراء يا شنة حمراء هل يمكنك الاجابة علي السؤل التالي ما رأيك في هده القصة

الشنة الحمراء – نعم انها قصة رائعة و انا ايضا اتمني ان اكون متله ولكن اقتل الدكور والانات كي اعيش وحيد في البلاد

تم التفت العجوز الي طفل اخر يلبس معرقة بيضاء و قال انت يا معرقة بيضاء ما رائيك في هده القصة

المعرقة البضاء – نعم انها قصة رائعة و انا لو كنت مكانه سوف اطرد و اهجر كل السكان من البلاد و ابقي وحيدا كي اتمتع بالخيرات

تم التفت العجوز من جديد الي طفل اخر ملتف في جرد ابيض و قال انت الملتف في جرد ابيض ما رائك في هده القصة

الملتف في الجرد الابيض – انها قصة جميلة و لكن لو كنت في مكانه لقمت بغرق كل السكان في البحر لكي اتخلص منهم وأستريح

تم التفت العجوز مرة اخري الي طفل اخر ملتف في هركة كبيرة وقال انت يا هركة كبيرة ما رائك في هده القصة

الهركة الكبيرة – انا اراي انها قصة حلوة بس لو كنت مكانه لقمت بتنظيم معركة كبيرة بين السكان ليتقاتلوا فيما بينهم و انا اتفرج عليهم حتي يبيدون انفسهم كي ابقي انا وحيدا و اعيش في سلام

ايضا التفت العحوز من جديد وهو حزين لسماع كل هده الاراء من الاطفال و بدا يتصفح وجوه كل الاطفال من جديد تم رأي طفل ينزوي وحيدا في حافة الغرفة يلبس شنة فوق المعرقة فقال له انت يابوشنة فوق المعرقة ما رائك في القصة

بوشنة فوق المعرقة – انا اري انها قصة غير حلوة و انا غير سعيد بسماعها و لا سماع اراء التي اجاب بها زملائي

هنا استغرب العجوز هده الاجابة من بوشنة فوق المعرقة و بداء الامل يدب في عروقه و بداءت ابتسامة عريضة علي وجه العجوز معتقدا بأنه لربما وجد من طفل متميز او له عقلا و غير اناني و قد يكون نواة لبلاد تعيش في سلام وقال العجوز مبتسما اشرح لي يا بو شنة فوق المعرقة انني فعلا سأكون سعيدا بان اسمع رائك في هده القصة والنقد الدي تريد ان توضحه لان الاجابات السابقة تحتاج الي نقد وانك لم تكن سعيد بإجابة زملائك.

ضحك بوشنة فوق المعرقة – وقال انا اختلف مع زملائي الاطفال الاخرين فا انا سوف سوف سوف سوف و سوف

و هنا اصاح العجوز مادا تفعل انت يا بوشنة فوق المعرقة بالسكان اجبني بسرعة فالعمر يجري و لا اطيق البقاء

ابوشنة فوق المعرقة – انا اسوف اقوم ببيع جميع السكان كعبيد لدول اخري و اتقاضي مبالغ مالية كبيرة كي اشتري ما اريد و سوف ابيعهم كما يبيع جدي براميل النفط ويتقاضى الدولار و الايروا و يشتري سلاح و يوزعه علي القبائل كي تتقاتل ببط اما انا بوشنة فوق المعرقة سوف اختصر الطريق لكي اتخلص من الشعب فأنني اببيع كل السكان و البترول

ابوشنة فوق المعرقة – ايضا جدي كان يتقاضي و عمي و ابن عمي العمولات في شراء الدواء و المعدات و حتي الكهرباء كانوا يقطعونها كي يعذبوا السكان اما انا سوف اختصر الطريق ابيع السكان كعبيد وأستريح

ابوشنة فوق المعرقة – وحتي جارنا كان رئيس وزراء و والد عمته كان وزير للكهربا و ابن جاره كان وزير الصناعة و ابن قبيلته كان وزير للنفط و ابن قبيلة ربيبة امه كان وزير للمواصلات و نسيبه ابن جاره كان وزير للخارجية باعوا نصف البلاد بالعمولات اما انا بوشنة فوق المعرقة ابيع السكان ابيع كل السكان كعبيد واحتفظ بالبلاد و انشاءالله في ستين داهية.

التفت العجوز الي الاطفال و الدموع تتساقط منه وقال انكم كلكم خامة واحدة وان تعددت اسمائكم و سوف تندثرون و تندثر بلادكم و لعنة الله علي الانانية والبترول و لعنة الله علي

وزهقت روح العجوز

و أسدل الستار

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. الهادي شلوف

رئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين والقانونيين في باريس

التعليقات: 2

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً