تنهيدة.. رسالة أمريكا العسكرية والسياسية للسلطات الليبية

تنهيدة.. رسالة أمريكا العسكرية والسياسية للسلطات الليبية

ابراهيم قرادة

دبلوماسي وكاتب ليبي

ضمن الجهد والجسر الإغاثي والمساعدة الأمريكية لليبيا التي تقودها الوكالة الأمريكية للتنمية USAID، وفي عدة تغريدات متتالية في يومين، مصاغة بلغة سياسية دبلوماسية حرفية، ومن موقع السفارة الأمريكية في منصة X (توتير سابقًا) كتبها السفير نورلاند المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا حول زيارته إلى ليبيا رفقة الجنرال لانغلي من القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، والذي هو كذلك كتب ونشر تغريدات – موجود بعضها أدناه!.

يمكن استخلاص النقاط التالية:

1- عند اللقاء بالسيد حفتر:

– كانت الصياغة كالتالي “التقى الجنرال لانغلي من القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا بقائد الجيش الوطني الليبي حفتر في بنغازي”، حيث لم تسبق الرتبة ذكر اسم حفتر، ووصف بقائد الجيش الوطني الليبي، وليس القائد العام للقوات المسلحة الليبية – مسمى الجيش الوطني الليبي على وزن مسمى “القوات اللبنانية” وهما مسميان سياسيان، حيث تختار كل مجموعة مسماها، مع الفرق أنه في الحالة الليبية الوضع معترف به من البرلمان، مع عدم نسيان حقيقة انقسام الجيش، بدليل لجنة 5+5.

كما حرفًا “للتباحث في أهمية تشكيل حكومة وطنية منتخبة ديمقراطيا وإعادة توحيد الجيش الليبي”؛ مما يعني أن الحكومة القادمة ستكون بعد الانتخابات.

– وورد: “والحفاظ على السيادة الليبية عبر إخراج المرتزقة الأجانب.”، وهنا يلاحظ تحديد “المرتزقة”، وليس غيرهم، والأرجح أن المقصود هم الفاغنر الروسية.

– وتناولت التغريدة؛ جهود الإغاثة من قبل السلطات الليبية والمجتمع الدولي.

2- تغريدة الوصول إلى بنغازي:

وفيها – ربما- أهم الرسائل حيث ورد بالنص: “زيارتنا المشتركة تظهر التحركات الدبلوماسية والتنموية والدفاعية الأمريكية الشاملة لدعم جهود الإغاثة من الفيضانات في ليبيا.”- والإشارة للتركيز في عبارة “تظهر التحركات… الدفاعية الشاملة..” وفي ذلك إشارة لا يجب أن تخفى عن أي سياسي أو دبلوماسي حصيف.

3- رسالة طرابلس
– حيث ورد:”تبرهن على أن دبلوماسية الولايات المتحدة والتنمية والدفاع تركز كلها على دعم الجهود الليبية للإغاثة من الفيضانات في كامل أنحاء البلاد وتقديم المساعدة إلى من هم في حاجة إليها. سوف تواصل الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب الشعب الليبي في دعوته إلى حكومة موحدة تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا بإمكانها أن تخدم الشعب”. وهي واضحة في التزام أمريكا بدعم ليبيا.. نحو “حكومة موحدة تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا”. أي بقاء الحكومة الحالية.

4- في اللقاء مع السيد المنفي:

كانت لغة التغريدة عامة، ومنها: “تقف الولايات المتحدة مع الشعب الليبي في دعوته إلى الوحدة الوطنية إثر الفاجعة التي ألمت بشرق ليبيا”.

5- في اللقاء مع السيد الدبيبة:

كتب الجنرال لانغلي بالنص: “في لقائنا اليوم مع معالي رئيس الحكومة الدبيبة قمت أنا والمبعوث الخاص نورلاند بإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة لمجهودات ليبية وطنية شاملة لمساعدة أولئك الذين هم في حاجة إلى المساعدة في المناطق المنكوبة بالفيضانات. من الأهم الآن أكثر من أي وقت مضى لجميع القادة السياسيين الليبيين أن يعملوا معا لخدمة الشعب الليبي”، ‪ ويلاحظ هنا تعبير اللقاء بـ”معالي رئيس الحكومة الدبيبة”، وفي ذلك رسالة أمريكية جلية للداخل والخارج قبله

6- عند اللقاء بالسيد الحداد:

كتب الجنرال لانغلي: “تباحثت أنا والفريق أول ركن حداد كيف بإمكان الجيش الليبي في الشرق وفي الغرب دعم جهود الإغاثة من الفيضانات معا وكيف للولايات المتحدة أن تساعد، نحن نتفق على أن الجهود الرامية إلى إعادة توحيد الجيش الليبي ومواصلة العمل على قوة مشتركة بين الشرق والغرب هي ذات أهمية حيوية لضمان السلم والاستقرار الذين يستحقهما الشعب الليبي”، وهنا يلاحظ تسبيق وصف السيد الحداد برتبته الفريق أول ركن، بجانب الإشارة لجهود توحيد الجيش الليبي و”مواصلة العمل على قوة مشتركة بين الشرق والغرب هي ذات أهمية حيوية لضمان السلم والاستقرار…”.

7- نلاحظ أن السفير نورلاند والجنرال لانغلي، دشنا وشرعا زيارتهما بالعاصمة طرابلس وقاما بثلاث لقاءات في طرابلس مع السادة الدبيبة والمنفي والحداد، ولقاء واحد في بنغازي مع السيد حفتر، فهل سيلتقون مع السيد حماد والسيد عقيلة؟ عدم لقائهم رسالة كذلك. شخصيًا، لا اعتقد أنهما سيقومان بذلك، وبالأخص مع السيد حماد لأنهما يعرفان، وربما كذلك مع السيد عقيلة بعد التظاهرات الشعبية ضده.

8- هل سيقومان بزيارة مدينة درنة المنكوبة للتعبير عن الوقوف مع أهلها ومصابهم وحقوقهم ومطالبهم؟!.

9-صورة ميدانية تشرح نفسها. لن أرفق صور لقاءات نورلاند ولانغلي، إنما صورة لهما مع فريق منظمة الإغاثة والتنمية الأمريكية (USAID) وهما بالقرب من طائرة عسكرية أمريكية للإغاثة، حيث يلاحظ حملهما لحقائب ظهر دون نياشين أو بسط حمراء ودون من يفتح أبواب السيارات!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

ابراهيم قرادة

دبلوماسي وكاتب ليبي

اترك تعليقاً