حتى أنت يا مصرف ليبيـا المركزي!؟

حتى أنت يا مصرف ليبيـا المركزي!؟

منذ أسابيع قليلة، أعلن مصرف ليبيا المركزي طرح عملة ورقية جديدة للتداول من فئة العشرة دينار، وأنه سيتم تداول هذه العملة إعتباراً من 13/12/2015… ما يختلف في هذه العشرة دينار الجديدة عن الطبعات التي سبقتها، هو حذف صورة قلعة سبها من أحد وجهي العملة وإستبدالها برسم لمجموعة من الفرسان، والإحتافظ بصورة شيخ الشهداء عمر المختار على الوجه الآخر لها، مع تعديل الصورة لتصبح ثلاثية الابعاد.

ten_libyan_denar_725

أود هنا أن أُلقي بعضاً من الضوء على قلعة سبها والمعروفة لدى أهل الجنوب بإسم (القاهرة أو قارة سبها)، وتاريخها، ولمن لا يعرف، فإن  ذكرى هذه القلعة موسومة بدماء الشهداء في ذاكرة الجهاد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، حيث قامت عندها معركة من أهم معارك الجهاد ألا وهي معركة القارة أو (القاهرة ـ سبها)، والتي كانت يوم 28 نوفمبر سنة 1914م، والتي أنتصر فيها المجاهدون من كافة مناطق الجنوب بقيادة الشيخ سالم عبدالنبي  الزنتاني على الجيش الايطالي بقيادة الجنرال  أمياني  الذي إنهزم شر هزيمة وفر وما تبقَّى جيوشه من فزان كلها، للتتوالى بعد ذلك هزائمهم في سرت وغريان، مما دفع المستعمر إلى الإنسحاب من كافة أنحاء ليبيا الداخلية  ليتحصن بالمدن الساحلية، إلى  حين عودة الجزار غرتسياني وجحافله  مُعيداً إحتلال فزان سنة  1929.

تلك المعركة التي خلد ذكراها أحد الشعراء الليبيين والذي كان حاضراً لتلك المعركة فقال هذه الابيات المجيدة والتي أستمر صداها يتردد منذ أكثر من مائة عام وإلي هذه اللحظة  وقد قال فيها: ((نهار قاهرة خلص نهار القارة… وقعدت براطيل العدو بالحارة… خلّص دين غابي دوله… خلّص سي محمد قبل يوفي حوله)). ويقصد الشاعر بذلك المجاهد الشهيد محمد بن عبدالله البوسيفي والذي إستشهد في قارة محروقة بوادي الشاطيء الواقعة قبل معركة القاهرة بحوالى عشرة أشهر.

والحادثة الثانية التي ترتبط بقارة سبها كانت في يوم الخميس الموافق 14/06/1949 وهي التي قام فيها المجاهد الشيخ عبدالقادر بن مسعود الفجيجي وخمسون من رجاله الشجعان بالهجوم على جنود الفيلق الأجنبي  للمستعمر الفرنسي المتحصِّنين  داخل القلعة وتمكنوا من السيطرة عليها لبضع ساعات، ولكن كثرة جيش المستعمر الفرنسي غلبتهم  لتنتهي المعركة بإستشهاد الابطال الليبيين جميعهم، والتنكيل بجثثهم وحرقها ودفنها أسفل القلعة.

ثم يأتي مصرف ليبيا المركزي ليستكثرعلى قاهرة سبها وشهداء معاركها وسكان الجنوب كلُّه أن يتذكروا ماضيهم المشرِّف وأن يُعَرِّفوا بِه بقية أخوانهم من الليبيين، ويلغي تلك الفئة من العملة التي تحمل صورة هذا المعلم بدون أي سبب أو مبرر لذلك؟!

سيقودني هذا وكُلّي غضب وأسف ومرارة، للحديث عن حال جنوب ليبيا وسكانه، الذين أصبحوا بعد 17 فبراير نسياً منسيا، ولكن إحتراماً لقاهرة سبها ولذكرى شهدائنا الابرار فيها، فقد رأيت أن أتوقف عند هذا الحد، وأترك الحديث عن جنوب ليبيا وأهله لوقت آخر.

لا أعلم!؟… لربما مرحلة ليبيا الجديدة اليوم، تتطلب منا عدم إزعاج الغرب، خاصة إيطاليا وجنرالها الجديد (سييرا) القادم إلينا ليعيد تنظيمنا وتأهيلنا، أو تذكير فرنسا وفيلقها الاجنبي بتاريخهما الاسود في فزان،  فلا يليق بنا اليوم أن نتذكر تاريخنا وأمجادنا وأن نُذَكِّر غيرنا بإنتصاراتنا عليه… فهذا لا يليق.

فهل علينا القول: مرحباً بالجنرال (سييرا) وبالفيلق الاجنبي الفرنسي، ووداعاً لقاهرة سبها ولشهدائنا الأبرار فيها؟!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • madi

    التهميش من كل الجهات ومصرف ليبيا المركزى اخد حصته في التهميش ولكن الجنوب لأن يسكت على دلك سوف يقف قريبا ويقول كلمته

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً