حرب تشاد مأساةٌ وخذلان

حرب تشاد مأساةٌ وخذلان

مبروك المغربي

أسير حرب سابق في تشاد

في بالي الكثير والكثير ولكن لا أستطيع أن أبوح بما في صدري خوفا من أشياء كثيرة، ولكن عندما أتذكر تلك السنوات العجاف والصعبة في سجون تشاد وأتذكر رفاقي في تلك المحنة وأتذكر أولئك الشباب من الطلبة والمجيَّشين الذين زُجّ بهم في تلك الحرب التي كانوا وقودها تدمع عيني وينكسر قلبي؛ لأن من بقوا أحياء من تلك المأساة لم ينالوا حقوقهم حتى الآن فقد خذلهم البعض في أول العمر وها هم الجميع يخذلونهم في آخر العمر، وهذا ما أستطيع قوله، لكن يجب التذكير بهم بين الحين والآخر.

الحرب التي فُرِضت على قواتنا المسلحة في تشاد كان فيها الألم والمعاناة والمأساة، كان هناك الجرحى الذين ماتوا وهم ينزفون على رمال صحراء تشاد القاحلة، وهناك الأسرى الذين ذاقوا مرارة فقد رفاقهم في الصحراء.

تعرض الأسرى إلى الضرب وعُذِّبوا وسُخِّروا لخدمة القوات التشادية في الطهي والغسل وجمع الحطب وتنظيف البيوت.

مأساة جيل كامل وقع فريسة ممارسات ظالمة ومغامرات مجنونة فأصبح الطريق أمامه غير واضح المعالم، وكانت النتيجة أن جعلت منهم أداة و وقودا لحرب قضت علي كل أمل لحاضرهم ومستقبلهم،

هؤلاء هم الأسرى الليبيون اللذين أنكرتهم الدولة، ضاعوا وضاع حقهم، شريحة ممن كانوا ليبيين من سنوات المولد إلى أن قذفتهم الأقدار في حرب تشاد فأنكرتهم الحكومة وخذلهم  الشعب فأصبحوا بلا وطن وبلا هُوِيّة، أصدرت الخيمة وقائدها وأركانها أحكاما جائرة ضدهم وقرارات حرمتهم من جميع حقوقهم وتم طردهم من الخدمة.

واليوم وبعد مرور أربعة وثلاثين عاما من التهجير والحرمان والنكران يجد هؤلاء الرجال أنفسهم أمام ليبيا الجديدة التي ترفضهم ولاتعترف بحقهم وتعتبرهم إرثا من الماضي البغيض، وللأسف حتى من تاجر بقضيتهم يوما ما نسِيَ أو تناسى من هم ولم يسأل عما آلت إليه  أوضاعهم، يعيشون غرباء في وطن أنكرهم وحكومة نسيت قضيتهم، فلن تقوم لهذه البلاد قائمة حتى يتم تسوية أوضاع هؤلاء الرجال، فهم مظلومون ودعائهم مستجاب، وهُمُ الوطن، والوطن هُم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مبروك المغربي

أسير حرب سابق في تشاد

اترك تعليقاً