حرب تشاد.. هزيمة جيش وجرح عميق

حرب تشاد.. هزيمة جيش وجرح عميق

مبروك المغربي

أسير حرب سابق في تشاد

هناك قصص يكتبها القلم وهناك قصص يكتبها الألم، قد يرى الناس الجرح الذى فينا ولكنهم لن يشعروا يوما بالآلام التي نعانيها.

ضحايا حرب تشاد قادهم مجنون إلي مستقبل مظلم مجهول، شباب غُيِّبوا لفترة من الزمن وطُويت صفحاتهم، عانوا ما عانوه من ويلات الحرب، شُرِّدوا، منهم من هلك في الحرب، ومنهم من أهلكه الجوع والعطش في صحراء قاحلة وداخل السجون، تعرضوا للذل ومهانة الأسر، وبعد الأسر أجبرتهم الظروف علي العيش في مجتمع غريب في غربة مفروضة ذاقوا مرارتها، ومن عاد أُجبر ان يعيش على هامش المجتمع وسجينا فيه أيضا، والمعاناة الأكبر للذين فُقدوا ولم يُعرف مصيرهم، وأسرهم مازالت في انتظارهم.

هؤلاء هم متضررو حرب تشاد، هم رجال ما خانوا ولا استكانوا فهل من مُنصف لهم؟.

ستبقى حرب تشاد الظالمة جرحا عميقا في جسد القوات المسلحة والمؤسسة العسكرية، وستبقى أحداث تلك المعاناة ألما يلاحقنا حتى القبر، وسيبقى ذلك الجرح ينزف ولن يندمل أبدا، جرح عميق لا زال يعاني منه كل من تجرعوا وذاقوا مرارة تلك الحرب.

لعل مرارة الأسر والعذاب والقهر أهون بكثير من تلك اللحظة التي أنكرت فيها المؤسسة العسكرية أبناءها في الأسر وعرضت حياتهم للخطر وتخلت عنهم في تلك الظروف الصعبة، وهم في أمس الحاجة إلى من يواسيهم ويرفع من معنوياتهم ويضمد جروحهم .

ستبقى معاناتنا في سجون تشاد المظلمة والموحشة لا تصفها الكلمات ولا تتصورها مخيلة عبقري أو مخرج، عانينا من الذل في الأسر والجوع والإهمال والأمراض الخطيرة والفتاكة والإهمال وسوء المعاملة حتى فقدنا الأمل في الحياة.

ستبقى تلك المعاناة وصمة عار في جبين الدولة الليبية، ووصمة عار في جبين القوات المسلحة التي أنكرتنا وتبرأت منا، وللأسف لا زالت القوات المسلحة تتبرأ منا وتتعامل معنا وكأننا مرتزقة أو قطاع طرق، فلا أحد يستطيع أن يزايد علينا في شيء ولا أحد يستطيع أن ينكر حقنا الضائع مع كل تلك المأساة، كان صبرنا كالجبال وعزيمتنا أقوى مما لا يتخيله أحد، سنبقى نطالب بحقوقنا مهما طال الزمان أو قصر، فنحن اليوم أما على مشارف المقابر أو مشارف المستشفيات، لم نعد أبناء العشرينيات، يمر الوقت ونحن نقف اليوم على مفترق الطريق، إما أن تكون لنا حقوق وعلينا واجبات وسنتحمل المسؤولية، وأكرر، إننا لا نستجدي أحدا مهما كان منصبه أو رتبته، فنحن لا نحتاج دعما ماديا بل نحتاج دعما معنويا منكم جميعا حتى تتحقق مطالبنا المشروعة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مبروك المغربي

أسير حرب سابق في تشاد

اترك تعليقاً