نداء من أسرى حرب تشاد

نداء من أسرى حرب تشاد

مبروك المغربي

أسير حرب سابق في تشاد

لا زالت رمال الصحراء في تشاد تحتضن الآلاف من رفات أبناء هذا الوطن حتى بعد مرور أكثر من أربعة وثلاثين عاما على نهاية تلك المأساة والحقبة السوداء لا زال الابن يبحث عن أبيه والزوجة تسأل عن زوجها والابنة تنتظر عودة والدها الغائب، فأما الدولة فلم تكلف نفسها بإحضار رفات أولئك الرجال إلى أرض الوطن وتسلمهم إلى ذويهم ولكنها زادت في إهانة رفاتهم بعدما أهانت آدميتهم ومشاعر أهلهم وبعدما أنكرت الدولة بأن لديها أسرى في تلك الحرب.

الذين ماتوا في صحراء تشاد أصبحوا طعاما للغربان تفقأ عيونهم، وللذئاب تشق بطونهم، وللكلاب تأكل عظامهم، فأما الرفات فلقد أكلت السباع والطيور الجارحة ما تبقى من أجسادهم المتناثرة في صحراء تشاد القاحلة، وأما الأسرى والذين عادوا إلى أرض الوطن فيعيشون ظروفا صعبة ولا أحد يلتفت إليهم، يشعرون بأنهم غرباء عن هذه الأرض، للأسف في هذا الوطن نعيش في زمن حكم فيه الأوغاد هذا الوطن بقوة الزناد.

ها نحن أسرى حرب تشاد نوجه نداءً إلى أبناء الوطن الغيورين، ها نحن اليوم نستصرخ فيكم حب العدالة والمساواة بأن تضموا صوتكم إلى  أصواتنا، لقد فقدنا الأمل في أجهزة الدولة وتعبنا من كل شيء، من المماطلة والقوانين الجائرة والمساومة على حقنا، فليس لنا بعد الله إلا أنتم أيها الأوفياء لتسمعوا صرختنا لتوصلوها إلى أصحاب المعالي والكراسي، فربما يجعل الله الفرج على أيديكم فإن معاناتنا لا توصف.

نخاطب فيكم الضمير أن تساعدونا في الآتي:

  1. إعادة رفات جنودنا الذي مازال مرميا في صحراء تشاد القاحلة
  2. مساعدتنا على بناء نصب تذكاري لضحايا حرب تشاد حتى يكون شاهدا على المأساة للأجيال القادمة
  3. العمل على جعل يوم 23 مارس من كل عام يوما للوفاء لأولئك الذين فقدناهم في تلك الحرب
  4. العمل بكل جدية وحرص على تسوية أوضاع الأسرى العسكرية والمدنية والوظيفية، فقد أنهكهم الزمان في أول العمر فلا تخذلوهم في آخره

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مبروك المغربي

أسير حرب سابق في تشاد

اترك تعليقاً