العــرَّاب، في نسـخته الليبيـة

العــرَّاب، في نسـخته الليبيـة

العرّاب أو (The God Father) اسم لرواية أمريكية عن عالم الجريمة المنظمة، كتبها سنة 1969 الكاتب الامريكي (ماريوبوزو)، وأخرجها لعالم السينما سنة 1972 المخرج (فرانسيس فورد كوبولا)، في فيلم من أقوى وأفضل أفلام الجريمة، والذي حاز على ثلاثة جوائز أوسكار، ويُعتبر الفيلم  وإلى اليوم من أعظم أفلام السينما العالمية، وقد كانت البطولة فيه للممثل العملاق (مارلون براندو)، وشاركه الممثل الشاب في ذلك الوقت (آل باتشينو).

تدور أحداث الفيلم حول زعيم عصابة المافيا (دون كورليوني) والذي يطلق عليه أعوانه ومعارفه اسم (العـرّاب)، والذي يستخدم نفوذه القوي والغير ظاهر للعيان في التأثير على رجال السياسة ومتخذي القرار، بدون أن يظهر هوفي الصورة، لإتخاذ القرارات لحماية  مصالحه الشخصية ومصالح منظمته  أو لخدمة من يطلبون منه المساعدة، بمقابل يقرره هو.

قد أصبح هذ الامر يحدث لدينا أيضا في ليبيا بعد فبراير، حيث أصبح لدينا عرَّاب أوأكثر،  يديرفي الخفاء دفة ما يسمى بالحوار ويحرك الامور، وينَصِب كبار المسؤلين في الخفاء،    بعيدا عن الأعين، وفق معايير لا يبدوالواضح منها سوى العلاقات الشخصية والمصالح المتبادلة، ضارباً بعرض الحائط مفاهيم الديمقراطية والانتخاب الحر، ومصلحة الامة  والاصابع المصبوغة بالحبر الازرق، وأحلام الشعب الليبي وكافة الشعارات التي سمعناها لسنوات، ولم نر  شيئاً منها  يتحقق على الواقع.

السؤال الذي يطرح نفسه الان: هل من أجل هذا أسقطنا نظامنا ودمرنا مقدراتنا وزرعنا الارهاب في بيوتنا وقتلنا الآلاف من أبناء شعبنا، وشردنا مئات الآلاف منهم وأفقرنا الملايين، وبعثرنا المليارات؟!، من أجل أن يمرر هذا أسم  ذلك  للآخر ليفرضه حاكماً علينا وفق لعبة لا أعرف بما أسميها؟!

لن نخرج من ورطتنا هذه ما لم يقل الشعب كلمته، عبر الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة، يتقدم لها الوطنيون والاخيار من أبناء الوطن والذين يجب أن يتقدموا أمام  الصفوف هذه المرة، ليمنحهم الشعب الحب والثقة وليعيدوا الامور إلى نصابها وفق روح الوطن والوطنية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً