مدخل للإنترنت غير المرئية (الويب العميق).. فهل من يضيف لتعم الفائدة

مدخل للإنترنت غير المرئية (الويب العميق).. فهل من يضيف لتعم الفائدة

كلما زاد البحث والاطلاع على ما بالانترنت من محتوى كلما ادرك المرء جهله وقلة معلوماته ومعرفته.

اليوم وما يخفيه المستقبل بكل ما يتعلق بالانترنت فان الامر يحتاج للكثير من البحث والتنقيب بالانترنت حتى يمكن التعرف ولو جزئيا على ما يتعلق بموضوع عنوان هذا المقال.

فالانترنت الذى هو معروف ويتم التعامل معه وعن طريقه يتم التواصل بالبريد الالكترونى والمواقع وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى والمدونات والمنتديات والبحث فى محركات البحث عن المحتوى الذى تتم الرغبه فيه، فذلك ليس سوى غيض من فيض ضخم،  ففي الواقع ذلك يمثل حوالى 5٪ فقط من الانترنت وما تبقى من 95٪ منها تشكل ما يشير إليه الكثيرون باسم “الإنترنت غير المرئية” أو “الويب غير المرئي” أو “الويب العميق”، يضاف الى ذلك “الانترنت المظلم”، وهذا الجزء من الانترنت الضخم للإنترنت هو مئات المرات أكبر من الانترنت المرئية، وهذا الجزء ليس مفهرس من قبل محركات البحث مثل جوجل.

العثور على مواقع غامضة على الانترنت غير المرئية من صفحات الويب ليس من السهل نتيجة لعدم ظهورها بالطرق المعروفة، وبالتالى فهى تحتاج لبرمجيات ولمتصفح خاص.

عندما يتم تسجيل الدخول للانترنت من قبل معظم المستخدمين فتتم زيارة صفحاتهم التي تم وضع إشارة مرجعية لها أو استخدام احد محركات للبحث عن مواقع يمكنها تقديم المعلومات التي يبحثون عنها، فهذا الإنترنت الذي يستخدمه المليارات في جميع أنحاء العالم كل يوم يعرف أحيانا باسم الانترنت السطحية أو الانترنت الواضحة، اما الانترنت مجهولة الهوية فهى الانترنت تحت السطح او الانترنت العميقة، اى انها كل شيء آخر فهى تتكون من عشرات المليارات من المواقع المخبأة غير المرئية داخل الكون تمت بواسطة تعليمات برمجية وتشفير، وكذلك فهى متاحة للناس الذين يريدون أن يبقوا مجهولى الهوية بإخفاء هويتهم على الانترنت.

يلاحظ انه ليس الكثير من ما تحتويه الانترنت غير المرئية مثير للاهتمام بشكل خاص، كما ان بها قواعد بيانات ضخمة في معظمها لجهات او افراد بدءا من اقدمها الخاصة بوكالة الفضاء الامركية،  وتشمل أجزاء أخرى من الشبكات الداخلية التي تستخدمها الشركات والجهات الحكومية والجامعات والمعاهد الأكاديمية والجهات العسكرية والامنية.

الانترنت غير المرئية يتم استعمالها ايضا فى مجالات غير قانونية ولا اخلاقية مثل تجارة الاسلحة والمخدرات وتجارة البشر.

الامر المهم جدا ان الانترنت غير المرئية ليست من السهل فهم خفاياها وخاصة لمن هم محدودى المعلومات فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثلى، فانترنت الظلام وطريق الحرير 1 و2  و”تور” ونقود البت نت التى يتعامل معها فى المعملات وخاصة غير القانونية وغسيل الاموال، فكل ذلك يحتاج للبحث ثم البحث واستشارة الخبراء.

فاليوم وغدا هناك سباق مستمر بين المجرمين الذين يتعاملون مع الانترنت المظلمة والجهات القانونية والامنية وليس من السهل معرفة من الغالب والمغلوب.

يستغل المجرمون قدراتهم واستمالتهم واغرائهم للافراد العاملين على التطورات التكنولوجية لتحسين التخفي من أنشطتهم وإيجاد طرق جديدة لتصبح أكثر مجهولية ولا يمكن التعرف عليها، وهناك شيء من شأنه أن ينمو بالتأكيد في المستقبل هو سوق الظل والمعاملات التى تتم فيه خارج القانون والذى يصعب وسيصعب  عدم الكشف عن هويته.

استخدام تكنولوجيا العملة الرقمية المسمات “بيتكوين” للبيع والشتراء للأصول غير المشروعة ستتجاوز أي سلطة مالية تنظيمية خارجية، ففي الواقع تكنولوجيا بيتكوين ربما تتطور إلى مستويات أكثر تقدما مما يجعل تعقبها اكثر صعوبة واكثر استعمالا فى المعاملات، مع مرحظة ما حل بها فى المدة الاخيرة من خسائر وتحذيرات منها.

من بين الامور الاخرى التى سيكون من الصعب الكشف عن هوية المجرمين الذين بستغلون شبكة الويب العميق وذلك لرفع اى قضية قانونية، وبالتالى ستكون هذه نقطة اهتمام لكل من منفذي القانون ومستخدمي الإنترنت الذين يرغبون في التحايل على المراقبة الحكومية والتدخل.

ستزداد مزايا أمن تكنولوجيا المعلومات فى الويب العميق وخاصة انترنت الظلام التى ستصبح اكثر قتامة وظلاما.

سوف تنمو الانترنت غير المرئية ومحتواها والتعاملات ستتضاعف، يضاف الى ذلك ان قواعد بيانات انترنت الظلام واسواقها سوف تتوسع وتنمو أضعافا مضاعفة,

الخدمات والمعاملات والتبادلات داخل الويب العميق متوفر بها ضمان عدم القدرة تتبعها وهى آمنة ومجهول من يقوم بها.

سوف يكون هناك تطور كبير فى البرمجيات الخاصة بالويب العميق وخاصة بانترنت الظلام وسيكون للحوسبة السحابية دور كبير فى ذلك.

والخلاصة ان كل يوم ياتى بالجديد من انواع التكنولوجيا ويتم التطوير والتحديث والانترنت غير المرئية فهى فى تطور وازدياد وهى تعتبر نوع جديد من التكنولوجيا الاستفزازية التي من غير السهل اخضاعها للقانون ومتابعتها من قبل غير الخبراء الضالعين فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخاصة خبراء الانترنت،  فالعالم اليوم في مرحلة كبيرة من التحول المفيد والايجابى وجانب اخر يتم التحول فية الى الجانب السئ والسلبى والمخيف.

هذه السطور المختصرة تحتاج من كل من يطلع وله معرفة لهذا النوع من الانترنت ان يضيف ويساهم فى زيادة المعرفة وله كل الشكر والتقدير.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً