وبكينا بدمع العين

وبكينا بدمع العين

كان الربيع انتفاضة بكل المقاييس من ليل دامس دام لعقود وكان صحوة لأمة من سبات عميق فخرجت جموع الأمة مطالبين بالحرية والكرامة وانتصرت لحقوقها، مضحية بفلاذت أكباد شبابها الذين صنعوا المجد، والانتصار. لكن المؤامرة على انتفاضة الغqب وقوافل الشهداء كانت ولا زالت أكبر مما توقعه الكثيرين حيث تكالبت على الانتفاضة قوى الردة والتخلف.

الوطن هوية وانتماء ويترتب على ذلك حقوق وواجبات ومسألة جماعية وفردية. الدستور الامريكي الذي كتبه الآباء المؤسسون، يحمي ويحصن اَي أمريكي داخل التراب الامريكي او خارجه ولكنه لا يحمي الامريكي عندما يتعلق الامر بخيانة امريكيا او التعاون مع دولة اجنبية. هكذا تبنى الامم والاوطان. في ليبيا العاهات السياسية تُمارس خيانة ليبيا على المُلا وتعبث بمقدراتها وتتباهاء بذلك على شاشات التلفزيون امثال حفتر،والنايض،وزيدان وعقيلة وجبريل وبقية العاهات السياسية. والاذهاء من ذلك انهم يرغبون ان يحكموا ليبيا من جديد.

في وقت الأزمات ومحن الاوطان من السهل ان تكون دبلوماسي ومن السهل ان تكون سياسي ومن السهل ان تكون رجل بل قضية، ولكن من الصعب ان تكون ثوري،فالثورة ومواقف الرجال توأمان. الأزمات والمحن تبين و تظهر كفأة ومعادن الرجال، وإدارة الأزمات علم يقتضي التفكير خارج الصندوق، لكنا فاقد الشيء لا يعطيه.

فِي محنة طرابلس الاخيرة خرج علينا السيد السراج بتصريح “ونحن لدينا القدرة على تفويض التحالف الدولي (NATO) في القضاء على كل من يهدد العاصمة”.

شي يثير الضحك، والغثيان. يبدوا ان السيد فائز السراج يعتقد ان تفويضه سيقابل بالقبول والتنفيذ مثلما تقابل باقي تفويضاته لمن استباح المال العام. لا يذل كلامه هذا الا على جهل سياسي وأجد له العذر فهو لم يعيش في أمريكيا الشمالية ولا في الغرب ولَم يمارس العمل السياسي من قبل ولولا السيد فضيل الأمين لم تحصل على منصبه هذا. كذلك يبدوا ان السيد فائز السراج لا يعرف الفرق بين الأفريكوم و(NATO).

يبدو أن عيون السيد فائز السراج لا ترى الشمس وانه صدق السيد سلامة وبعض الذين من حوله. كل مهمات مبعوثين الامم المتحدة مائلها الفشل وهي مجرد رد الرماد في العيون للقول بان الامم المتحدة تحاول ان تفعل شي. خلاصة القول ان التعويل عليها وعلى مبعوثيها مضعية للوقت. تعرية الامم المتحدة ومبعوثها   واخراجها من المشهد اصبح واجب وطني وفِي نفس الوقت مطالبة زعيمة العالم الحر بجزم كل الأطراف الإقليمية والدولية التي تعبث وتتدخل في الشأن الليبي وتعمل على عدم أستقراره. الامة القادرة على الحل هي اعظم أمة في العالم والبيت الامريكي لم يترتب بعد!  وزير الخارجية ووزير الدفاع الحاليين بدءا بالرجوع والعودة الي سياسة أمريكيا التقليدية المنبثقة من الدولة العميقة والتي ترسم وتحدد سياسة أمريكيا الخارجية من واشنطن.

رسالتي ودعوتي الي الليبين وكما اشرت في مقال سابق بالخروج في انتفاضة جديدة والمطالبة بخروج كل الأجسام السياسية الحالية من المشهد السياسي حيت لا وجود فيه لهذة العاهات التي تصر على البقاء في المشهد السياسي خوفا من المسألة .فوضع ليبيا مثل اسماك مريضه في بركة ماء وحتى لا تموت الأسماك فالعلاج هو استبدال المياه الفاسدة بمياه جديدة، هذا ما يقوله العلم والتاريخ.

وإذا أراد الليبيون دولة موحدة ومستقرة فعليهم بالدعوة إلى مجلس رئاسي جديد من خمسة إعضاء (عضو يمثل برقة الحمراء، وعضو يمثل برقة البيضاء، وعضو يمثل المنطقة الوسطى ،وعضو يمثل فزان وعضو يمثل طرابلس)  والرجوع الي عشر محافظات واتنان وستون بلدية وحكومة بوجوه شابة جديدة لم تتلوث بأرث الدجال من تسعة وزراء ويكون مقرها مسلاته من أولياتها مسألة كل الأجسام السياسية السابقة  وإنشاء صندوق سيادي خاص لاسترداد الأموال المنهوبة من قبل أشخاص شغلوا مناصب رسمية خلال الفترة الممتدة من سبتمبر الأسود إلى الآن.

إن القبول بمجلس رئاسي جديد من ثلاثة أعضاء (عقيلة وشلقم والسراج) وحكومة يقودها النايض وانتخابات رئاسية بدون دستور سيؤدي لا محالة إلى حرب أهلية.

وأخيرا أذكر الليبين بأن اللعنات تصيب كلّ أمة ترضى بالقليل وتنتظر معجزة، وأملي ألا نبكي وطننا تركناه واستبحناه.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 5

  • سعيد رمضان

    وماذا عن عاهات التيار الأسلامى كالاخوان والمقاتلة وغيرهم من العصابات التى سرقت الثورة ولم يأت الكاتب على ذكر أحد منهم ؟ بكل أسف الكاتب ينهى عن الشىء ويأتى بمثله ويحاول أن يتمسح فى أمريكا ويرى الأمور بعين واحدة ولهذه الأسباب تفقد المقالة مصداقيتها .

  • سعيد رمضان

    السيد ،سعيد رمضان،شكرًا على مرورك، في مفهومي ليس هناك ما تسمونه “تيار سياسي” هناك اسلام وفقط وهو خريطة كاملة تشمل طرح سياسي واقتصادي واجتماعي. في المقال أتطرق الي أشخاص عبثوا بالمسرح السياسي وليس احزاب ، فان ديمقراطي حتى النخاع وأؤمن بالعمل الحزبي سوء قومي،سلفي،محافظ،يميني المهمل عمل واضح من خلال حزب حتى يتم مسألته.ولا اؤمن بحكم العسكر ولا عودة الاستبداد تحت اَي ظروف. وعلى المستوى الشخصي فأن اؤمن بالدوالة المدنية وقيم الليبرالية التي تمثلها زعيمة العالم الحر.واخيرا،الشكر موصول على المرور.

  • احمد المغراوي

    السيد ،سعيد رمضان،شكرًا على مرورك، في مفهومي ليس هناك ما تسمونه “تيار سياسي” هناك اسلام وفقط وهو خريطة كاملة تشمل طرح سياسي واقتصادي واجتماعي. في المقال أتطرق الي أشخاص عبثوا بالمسرح السياسي وليس احزاب ، فان ديمقراطي حتى النخاع وأؤمن بالعمل الحزبي سوء قومي،سلفي،محافظ،يميني المهمل عمل واضح من خلال حزب حتى يتم مسألته.ولا اؤمن بحكم العسكر ولا عودة الاستبداد تحت اَي ظروف. وعلى المستوى الشخصي فأن اؤمن بالدوالة المدنية وقيم الليبرالية التي تمثلها زعيمة العالم الحر.واخيرا،الشكر موصول على المرور.

  • ابتسام ابوعلة

    ماذا تركوا لنا من وطن يا دكتور أحمد لكي نعيش فيه !؟
    كثيرون مثلي يفكرون ببناء وطن بما تبقى لديهم من انتماء له
    لكن كل شيء يجبرك أن تتنفس بصعوبة وان ترى بصعوبة حتى أن تحلم بوطن بات ضربا من السخرية!
    يجب تغيير المياه الفاسدة

  • احمد المغراوي

    كل الأزمات مفتعلة ومرسومة بدقة وللاسف بدعم أطراف ليبية حتى ترضوا بحكم العسكر الذي يوفر الأمن والاكل وتعيشوا مثل بقية المخلوقات بلا صوت ولا إرادة .اعوال على جيلكم لأحداث التغير.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً