العقاب

العقاب

إن النخب العربية حلمت بأن نتحول يوماً إلى دول متقدمة كدول شمال المتوسط التي لا تفصلنا عنها في بعض الأماكن إلا مرمى حجر حيث لا تبعد المسافة بين المغرب وإسبانيا في جبل طارق إلا 14 كلم ولكن هل ما يحدث لنا اليوم هو عقاب لنا نحن كحالمين بغد أفضل، وحياة كريمة، حياة لا يهان فيها الإنسان على أرضه, وكرامته محفوظة، يتمتع فيها بتعليم جيد وصحة جيدة وطرق ومدارس كخلق الله.
أكيد إن ما يسمى بالمجتمع الدولي والدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية والمسيطرة على المشهد اليوم يقومون بعقابنا ولسان حالهم يقول أنت يا إنسان يا متخلف أنت يا من تعيش جنوب المتوسط أنت تريد ديمقراطية وحقوق إنسان ، أنت تريد تداول سلمي على السلطة، أنت تتحدث على حرية التعبير ، أنت تتحدث عن حقوق الإنسان ، أنت تتحدث أو تحلم بدولة مدنية حديثة يعم فيها العدل والمساواة، أنت إنسان متخلف سنجعلك تتوق إلى دولة عسكرية شمولية يحكمها العسكر ، ولا تصل إليها سنجعلك تندم لأنك فكرت يوما في التخلص من حكم الفرد الدكتاتور، ونجعلك تحن للرجوع إليه أو القبول بأي بديل عنه ، ممنوع عليك الحلم أنت يجب أن تعيش في ما نرسمه نحن لك ولا يحق لك الحلم ولا حتى التفكير في حياة أفضل لا بل نحن من سيختار لك كل شيء أكلك وملابسك وسيارتك وبيتك بل حتى أحلامك.
أكيد إنني لست من مؤيدي نظرية المؤامرة ولكنني أعي جيدا أن للغرب معاهد للدراسات تضع الخطط والخطط البديلة للتعامل معنا وتنفق الملايين بل المليارات للحفاظ على مصالحهم ولكنهم ليسوا آلهة ، فإن لم نساعدهم نحن على تنفيذ خططهم فستبقى حبر على ورق ، ولكن وللأسف لدينا طوابير من الجياع الفاسدين القابلون بتنفيذ خطط الغرب مقابل حفنة من الدراهم، لدينا أناس بطونهم قبل أوطانهم، وهكذا هي حال الناس على مر العصور ولكن حين سيكتشفهم الشعب سيرمي بهم في مكبات القمامة وستنهض بلادي من جديد بجهود الشرفاء من أبناءها.
أرجو إلا يفهم كلامي هذا بأنني ضد المؤسسة العسكرية ، فالمؤسسة العسكرية هي العمود الفقري لأي دولة مدنية حديثة ، وإن الناتو حين تقاطعت مصالحه مع الليبيين في إسقاط ألقذافي قام بتدمير المؤسسة العسكرية، لتعم الفوضى الخلاقة كما أسموها وها نحن نعاني في انتظار أن تتوحد المؤسسة العسكرية، بحيث يتم بناء المؤسسة العسكرية على عقيدة حماية البلد والدستور وبسط سيادة الدولة على كل اراضيها، عاشت ليبيا عصية على الطامعين
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً