الألمان واليابانيين أسوةٌ لليبيـين

الألمان واليابانيين أسوةٌ لليبيـين

مقالى السابق كان نداء لكل الليبيين، بأن يقبلوا (ما يمكن أن يرشح؟) عن (لمة) الصخيرات.. استلمت إيميلات أغلبها والحمدُ لله ترى ذلك النداء عين العقل، حيث أغلب من هم فى جيلى، يذكرون الحكمة البورقيبية (خُذ وطالب) ويتحسرون عليها بضياع فلسطين، وعدد آخر يَشجُب، ويحث على الرفض ولو بقلب سليم.

الشاجبون يتكلمون بنبرة وطنية غايتها الحرص على وحدة وأمن ليبيا،ويحذرون من أن ما فى جُعبة ليون هو ما يُهدد مستقبلنا الليبيين، ويجر ليبيـا الى سيطرة التكفيريين عليها، وفق اهداف ما يرونه توجه شرقٌ أسودىٌ أمريكىٌ جديد. نكرر/ بأن أمم المُتحدين، هى مجرد شركة أفاعى قابضة، تأسست آنذاك من وحى بلاد شيكسبير كعقل وبلاد العم سام كعضلات، تخدم صالحهم وحلفائهم كفرنسا وإيطاليا، الصالح الذى جزء منه، تغيير نمط أستعمارهم لنا بشكل مودرن. أستعمارهم الذى كان مُباشراً (زمن الأحتلالات)، أعقبته حُقبة أستعمار (غير مُباشر) من خلال الدكتاتوريات التى هم من آتى بها، وصولاً الى الموديل الأستعمارى الحالى الذى بدأ بالشرق الجديد وربيعه الأسودين (الأغبرين) على رؤسنا وأوطاننا ومن ثم ديننا، ولم تسلم منهما حتى قبور ورموز أولياؤنا الصالحين. وقبل أن يأتى الأنجليز بتعريف السياسة بأنها “فن الممكن”، كان لدينا المتنبى الذى قال لنا ما هو أروع واكثر تعبيراً ومُباشرة(ألرأى قبل شجاعة الشجعان، هو أولاً وهى المقام الثان)، آخذين بذلك + تجربة البشرية مع لذغات هذه المنظمة؟!. المنظمة التى لا زلنا نتجرع سُمها حتى اليوم والى ما شاء ألله، من ضمن لذغاتها لنا العرب، عندما رفضنا النصيحة البورقيبة مُتنطعين، ولم نأخذ بقول المتنبى على الأقل، متى ما أعتبرنا تعريف السياسة البريطانى، به رائحة أستعمارية، فأضعنا فلسطين، وبقينا ضائعين.

نكرر.. لا تضييعوا ليبيـا كما ضاعت فلسطين، حيث التجربة المذكورة قالت، وهى دائماً تقول..”بأن فى أى وقت دخلت الأمم المتحدة وأن لم تقبلوا ما تعرضه عليكم، فأبشروا بالخراب فالضياع والتشرُد فالتشتُت”، خاصة متى ما غلبتنا أنفسنا، فأوصلتنا الى رفض فقتل بعضنا البعض، بدل أن نقوى على تلك النفس الضعيفة فنغير ما بها؟! وللخائفين من عدم قدرتنا على الوقوف على أرجلنا، متى قبلنا بما سيتقيؤه علينا برنار اللئيم.. نقول.. لا تخافوا، فلدينا الليبيين تجربتين حييتين لا زالتا ماثلتين، عشناهما الأثنتين، هما ألألمان واليابانيين، حيث أوصلتهما الدول المالكة للقابضة (الأمم المتحدة) وباقى ما يتبعها من شركاتها (المنظمات الدولية)، الى ما يمكن الدمار النهائى. ولكن بتغيير الألمان واليابانيين ما بأنفسهم، وبأصرارهم على النهوض، وصلوا، وأيما وصول!.. إذن آية/أمر ألله (غيروا ما بأنفسكم) موجهة لكل البشرية، وليست حصراً للمسلمين، الذين منهم نحن العاقين الليبيين، الرافضين لروح الدين (أستفادوا منها النصارى، وكفرنا نحن بها، فدُمدِمَت أرضنا ودُمِرَت قريتنا)!!، ان لله فى خلقه العاقين شؤنناً.

قصة الدمار فى ألمانيا بعد أستسلامها فى 8 مايو 1945، كانت جد كارثية، حيث تم تدمير ثلتا البلاد بالكامل، وأبادة 3.3 مليون عسكرى و3.7 مليون مدنى، و11 مليون أسير (أى قاربت على أنقراض ذكورها) حتى أصبح عدد سكان المانيا 27 مليون(20 مليون أمرأة و7مليون رجل!). من ضمن مُدن ألمانيا المُدمرة آنذاك على سبيل المثال فقط، مدينة دوسلدورف، التى سويت بالكامل مع الأرض ولم يبقى فيها حجراً واحداً، وها هى اليوم رائعة جمالاً وقوة أنتاجية، وها هو صور برلين، يتحول لمجرد أسطورة بعد 28 سنة من بنائه (صادف وجودى هناك بداية  الأسبوع الثانى من نوفمبر 1989 أيام تكسيره) وكان المشهد رائعا لن أنساه.. انها أرادة الألمان التى لم تُهبط بعد، على مطارات قلوبنا المعطوبة نحن الليبيين، حتى ننصلح فنُصلحها أنشاء ألله. وأسوتنا الثانية، تثمتل فى قصة اليابان وقنبلة هيروشيما وناغازاكى، أول قنبلة نووية تستهدف البشرية، الساعة 08.15 من صباح 6 أغسطس 1945، حيث دمرت كل ما حولها، ووصلت الحرارة 4000 درجة، فأنصهرت المبانى والبشر والدواب فالشجر.

وعلى إثر ذلك وبدل أن يشغل اليابانيون أنفسهم بدوام الأحتجاجات، والتهديد الفارغ بالثأر، حيث لا قِبَل لهم بمقارعة أمريكا وباقى مُلاك الأمم أللفعية المتحدة، عدا عملية ثأر فدائية بسيطة على ميناء هاربر، مات فيها 2400 أمريكى مقابل موت مئات الآلاف من اليابنيين، الذين أنكفؤا على أثرها يَعِبون العلم وفى خط موازى أنتهجوا الصناعة (مُبتدئين بصناعة لُعب الأطفال الخشبية!!!) ووصلوا فأصبحوا من أكبر الكيانات المعرفية والأقتصادية فى العالم؟!!. بل أستعبط اليابنيون، وكأن شىٌ لم يكن، وأوهموا الأمريكان بأنهم متعاونون معهم أقتصادياً، فصوروا بكاميراتهم كل تطور بامريكا، وصنعوا مثله وتفوقوا عليه أحياناً، ورأيت بأم عينى خلال تنقلى بطائرات الخطوط الداخلية بأمريكا، عدة أجهزة داخل الطائرة مكتوب عليها (سونى) غير أقامة مصانع تويوتا وغيرها فى كل اركان أمريكا، وصولاً الى صيرورة اليابانيين من أكبر مُلاك سندات الخزانة الأمريكية!.

سبب إتيانى بهذين المثالين، ليس تقليداً فيمن يسوقون ليلا نهارا (ترفاً تافهاً) كَسُوق مثال الثورة الفرنسية!، من دعاة (الخير جاى)، تبريراً للكوارث التى عاشتها ليبيـا جراء ربيع السواد، فليس لثورة فرنسا وعلى الأطلاق، مقارنة بثورتنا المؤامرة، ولا بثوارنا الذين بعضهم من ذباحينا الدواعش. فثورة فرنسا، رغم ما صاحبها من آلام، هى ثورة شعبية فرنسية بأمتياز، أما ما يجرى وما نعيشه من مؤامرة وتأمُر بليبيـا، لا يمكن وعلى الطلاق أن يُطلق عليه ثورة، وما يُصر على هذه التسمية، إلا حُذاقنا وأمثالهم من عررابى مؤامرة الربيع، الذين بَرِعوا فى بيع الأوهام للقذافى 42 سنة.

وهاهم حذاق ليبيـا، يعيدون الكرة منذ 17 فبراير 2011 وإلى مشاء ألله، الذين باعوا ويستمرون فى بيعنا وبيع الوطن من آجل البطن، مستمرين كالبرنارديين فى التنظير علينا من وراء البحار، تقيؤاً بالكتابة والنباح فى تلفيزيونات العرب والعجم، بأسلوبهم الماكر كمُعلمين، متحذثين لنا نحن كلطلبة خائبين؟!. ولكن ما ذكرت هو فقط، بقصد الحث على قبول (ما يمكن؟) ان يرشح من (لمة) الصخيرات، كشىء أحسن من لا شىء، نبنى عليه، أى أحسن من بقائنا مُعلقين فى حبال الهواء، نقتفى اعواد الدخان يا ولدى، لا نبنى شىء بل نهدم حتى الأضرحة!!. فلا خوف من عدم الوصول ألى أعادة بناء ليبيـا بعد ما ألحقناه وأخوتنا مُكفريننا بها من دمار، فلن يُضَيِعَ وقتنا، إلا أستمرار البكاء على اللبن المسكوب، وأدعاء البطولات الفارغة، بطولات العصفور الذى يُقارع باشقاً، على رأى الأمام الشافعى (وأعجب لعصفورٌ يزاحم باشقاً.. إلا لطيشته وخفة عقله)، فلنأخذ العبرة مماً أعتبروا (ونعتبر).

فلنقبل.. فلنقبل.. فلنقبل (وأقرأو شفاهى جيداً على رأى جورج بوش الأب) فلنقبل ما تعرضه اللفاع المتحدة (وأحذروا ثم أحذروا عدم القبول).. أقول قولى هذا لكم، ولا أبتغى إلا الخير لوطنى وأياكم، وقلبى يعتصرآلماً على ما فى ذلك من غـُبنٍ وظـُلم، ولكنه ليس أكبر مما حاق بالألمان واليابانيين.. ولسنا أقل منهم آدميتاً وشأناً، سدد الله خطانا، وساعدنا على أستيعاب قوله الحق، فهدانا أتباعه، لنجتمع على كلمة سواء، أللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً