لماذا تخلى الليبي عن أجندته الوطنية؟؟؟؟

لماذا تخلى الليبي عن أجندته الوطنية؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الليبي الذي تخلى عن أجندته الوطنية والذي أعنيه في هذا المقال هو ذلك الليبي الذي كان يتحلى بأجندة وطنية وهو ذلك الليبي الذي انتفض وثار في وجه الظلم والعبودية وسير مظاهرات واحتجاجات سلمية طافت الشوارع والميادين في جميع أنحاء ليبيا , وتصدى بصدره العاري رصاص كتائب القهر والعدوان , وهو ذلك الليبي الذي حمل السلاح وأجاد حمله دون دراية مسبقة بالسلاح وما أدراك ما السلاح , وهو ذلك الليبي الذي أراد وقاد معركة تحرير البلاد من ذلك الحكم الاستبدادي وكان له ما أراد.

إن ذلك الليبي الذي كان يتحلى بأجندة وطنية أثناء الثورة كان مهندسا وطبيبا ومعلما وموظفا وعاملا ومزارعا , ذكرا وأنثى, شابا وكهلا , صغيرا وكبيرا , ولم يكن متحيزا لطائفة أو منتميا لقبيلة أو لعرق أو لإقليم ، ولم يكن متفاخرا بمال أو بجاه أو بسلاح  ولم يكن متكبرا بمنصبه أو علمه أو مهنته , ولم يكن أبدا ليبراليا أو علمانيا أو سلفيا أو صوفيا أو إخوانيا ،،،،،،،، ،،، الخ   بل كان ليبيا وطنيا خالصا.

لقد بقى ذلك الليبي الوطني على حالته هذه وبلا أجندة , عدا أجندته الوطنية طيلة فترة الثورة إلى أن تحررت مدينة طرابلس , حيث بعدها انقلب كل شيء وانقلب معه الليبي الذي كان بدون أجندة إلى ليبي يحمل أجندات داخلية معقدة وأجندات خارجية كثيرة لسوء الحظ.

لقد  تخلى ذلك الليبي بسرعة عن وطنيته عدا المخلصين منهم والأحرار والذين تُركوا لوحدهم يناضلون من أجل إكمال مرحلة البناء ، والتي لا تتحقق إلا بإتمام مرحلة صياغة الدستور وقيام الدولة على الأسس الديمقراطية، ورغم إن هذه المرحلة التي نحن بصددها  والتي لم تُكتمل بعد ولم يحين موعد قطاف ثمارها ، إلا أن الكثير من أصحاب الأجندات الداخلية والخارجية تسارع لتقاسم غنائم النصر دون التأني ودون مراعاة أصحاب أهل الفضل في هذا النصر المبارك.

لقد تقوقع ذلك الليبي مع أخيه الليبي داخل بوتقة ضيقة أكثر ما نشبهها  بالعنصرية وأقل ما نشبهها بالقبلية أو الطائفية , وصار يبحث عن مناصريه ويتفاخر وينتمي لجنسه أو عرقه أو قبيلته أو طائفته أو مذهبه , وأصبح ليبراليا وعلمانيا وإسلاميا وإخوانيا وسلفيا وفدراليا ومازيغيا,,, الخ.

هذه التعددية ليست بعيب في حد ذاتها أنما على العكس من ذلك تعتبر التعديدية من أهم مميزات الأنظمة الديمقراطية الحرة ومن الدعائم الأساسية في بناء أي نظام ديمقراطي حر , بل العيب يتمثل في الكيفية التي سلكت بها أخي الليبي هذه التعددية  ؟؟؟؟ فلا يصح لك,  أخي الليبي أن تعتبر التعددية بإقصاء الأخر عن طريق التخوين والتهميش والتهديد بقوة السلاح وما شابه ذلك من أنواع الإقصاء , فتمهل أخي الليبي ولا تتعجل , واحتوى ولا تقصي , وهدي ولا تهدد ، وتسامح ولا تبغض , فإنك والله إن أحببت أخيك وأرضيت ربك ، فإنك لمنتصر بعونه تعالى.

وختاما أدعو من الله العلى القدير بأن يحفظ ليبيا من كل دعاة التقسيم ومن كل محبي السلطة وناهبي خيرات البلاد ، وأن يتخلى كل ليبي من أي أجندة , عدا أجندته الوطنية التي عهدناها عنه طيلة مراحل الثورة المباركة.

والله الموفق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً