اصحابنا فى البرلمان و مجلس الرئاسة و مجلس الدولة قريبون جدا من الخروج من عنق الزجاجة و ربما ينطلقون مثل عفريت الجن الذى كان محبوسا فى الشيشة , و يقولون لنا شبيك لبيك يا شعبنا الليبى نحن بين يديك , ماذا تريد ؟ , و نحن كل ما نريده هو تطبيق الإتفاق السياسي لا أكثر و لا أقل .
الأمور رغم ما يبدوا من صعوبتها و رغم محاولات البعض اجهاض هذا الإتفاق السياسي الا انها فى الوقت الحاضر هى اقرب للحل و التحرك للأمام . لقد تعب الجميع , حتى الذين هوايتهم الجرى فى المارثون تعبوا . مراهنات كثيرة لخلط الأوراق سقطت, و لنقل بشكل واضح أن كثيرا من الشخصيات الجدلية و التى كان مراهنا عليها بأنها ستنسف الإتفاق فى اول فرصة اغراء لها بالسلطة و النفود انحازت للوطن . بالطبع ذلك لا يعنى أن هناك توافقا تاما مع هؤلاء او بينهم و لكن المهم أن نصل الى قناعة مشتركة بأن ليبيا ووحدتها هى البوصلة.
نعم هناك تطور فى مسار العملية السياسية رغم كل الصعوبات و العقبات , و يكفى ان ننظر كيف كان الحال منذ سنة مضت و كيف هو الآن . لم يكن اطراف الصراع يقبلون حينئد اللقاء و الحديث المباشر , و كانت الحوارات بينهم تجرى عن طريق الوسطاء , حتى وصلنا بقدرة قادر الى لقاءات حميمة بين اعضاء البرلمان و المؤتمر, بل و انشاء تحالفات جديدة بينهم ضد بعضهم . المحرضون متحفزون و يدفعون للصدام, و يحاولون تذكيرنا فى كل حين بما فعل هذا و ما فعل ذاك, و ماذا قال فلان و علان فى سابق الأيام . دائما يجروننا للماضى و يتعاملون و كأن الزمن ساكن لا يتحرك . ليعلم هؤلاء المحرضون بأنه فى زمن الفتن , ان كانوا حقا صادقين و مخلصين لوطنهم , كان عليهم ان يقولوا خيرا أو ليصمتوا ما داموا عاجزين عن طرح بدائل للحل . هذا لا يعنى مطلقا اننا ندعوا لنسيان الماضى أو تراكماته و احداثه و مظالمه , و لكن لذلك زمانه و مكانه و آلياته الخاصة , و التى تتم بها معالجة هذا الماضى الصعب و ذلك عند بدئنا فى تطبيق العدالة الإنتقالية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالمصالحة الوطنية. أما الآن فعلينا ان ننظر للمستقبل القريب و البحت عما يحقق الوئام و الإستقرار لبلادنا والمضى فى بناء الدولة التى تجمعنا جميعا و دون أى استتناء .
الإتفاق السياسي بنى على مبدأ الشراكة فى السلطة الإنتقالية ,و هو امر اتبث جدواه فى حل النزاعات المسلحة فى العديد من البلدان التى شهدت حروبا اهلية, و بذلك فعلينا قبول كافة الأطراف التى شاركت فى الحوار و قبلته ووقعت عليه . الموضوع لا يتعلق بمشاعرنا و توجهاتنا و لكنه مسألة وطنية تتجاوز الخلافات الفكرية و الرؤى السياسية . بالطبع , متوقع أن قضايا عدة سيكون هناك جدل حولها , و اعتقد بأن هناك من الضمانات الكافية فى الإتفاق لكل طرف حتى لا يشعر أحد بالمغالبة لدرجة ربما تكون هذه الضمانات مبالغ فيها نوعا و لكن لا بأس طالما ان ذلك يهدف لتمتين الإتفاق .
لا معنى بعد الإتفاق ان يطعن أحد فى الشركاء الا وفق القانون وعند حدوث التجاوزات للإتفاق , و لكن غير ذلك فجميع المنضوين فى هذا الإتفاق هم شركاء و متساوون فى اهميتهم . الحديث الذى يقول به البعض نحو اقصاء بعض الأفراد او التنظيمات سواء من المجلس الرئاسى او من الحكومة بسبب مواقفهم السياسية , هو امر لا يخدم عملية السلام التى نسعى لتحقيقها و يتناقض اساسا مع روح الإتفاق السياسي الذى تأسس على مبدأ الشراكة فى الحوار و فى السلطة الإنتقالية . نحن تحكمنا المبادئ الحاكمة للإتفاق السياسي و هى المرجعية لحل أى خلاف فلا يجب ان ننجر الى اولئك الذين يحاولون دفعنا للوراء و علينا دعم الإتفاق لأنه يمثل خلاص ليبيا من الفوضى و بارقة الأمل لإعادة بناء الدولة الليبية .
دخول المجلس الرئاسي لطرابلس له اهمية كبيرة حيث انه عمليا يعنى اعلان انهاء حالة الحرب الأهلية التى اندلعت فى شهر يوليو 2014 و نتج عنها انقسام البلاد و هو انتصار للسلام و لليبيا كلها و ليس انتصارا لفريق على آحر.
لقد نتج عن الإتفاق السياسي 5 مؤسسات كل منها لها اختصاصاتها و التى حددها الإتفاق السياسي ,و هى الحوار السياسي, و مجلس الرئاسة , ,و مجلس الوزراء, و مجلس النواب , و المجلس الأعلى للدولة . المطلوب هو التعاون و التنسيق بين هذه المؤسسات فى تنفيد بنود الإتفاق السياسي و دعم السلام و حل أى اشكاليات تظهر اثناء التنفيد .
مجئ المجلس الرئاسى للعاصمة هو بداية لتطبيق الإتفاق السياسي على الأرض ,و مجلس الدولة يبدو انه جاهز رغم ما شاب بعض اجراءاته من خلل , و الآن المهمة بيد مجلس النواب الذى و للأسف لم يستطع حتى الآن من عقد جلسة لمنح الثقة للحكومة و تعديل الإعلان الدستورى . قد تكون لمجلس النواب بعض الملاحظات على تشكيل الحكومة و هذا حقه كسلطة تشريعيىة ,و لكن عليه القيام ياستحقاقاته الوطنية و الإسراع فى اتخاد ما يلزم لتنفيد الإتفاق و تيسير الأمور للمجلس الرئاسي و الحكومة للقيام بواجباتهم. الوقت لا يحتمل و ليبيا فى وضع بائس تحت وطئة تهديد الإنهيار الإقتصادى و الإرهاب .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
السلام عليكم
كلام جيد ولكن ياد كتور ما لذي حصل في الدستور الليبي المنتظر واين ستعقد باقي جلسات الهيئة امل ان تكون في داخل الوطن .